اتماهى مع هاملت
صلاح فائق
اتماهى مع هاملت
*
ساتعلمُ كيفَ ازرعُ
اشتريتُ بذوراً , ادواتٍ للحفر والحرث
حان الوقتُ لأهتمّ بالارضِ ,
احتفي بامطارها , وارشد سفنها الضائعة
في محيطات
الارضُ تحبّ من يحرثها
باصابعهِ المنهكة . هديتها لك
احجار بيضاء , مكومة في مكانٍ ما
من طفولتك
ساكتبُ عنها , وبحذر
خسائر اتفادى اظهارها
وايضاً حشد عشاقٍ فشلوا .
سادعو نهراً , او احد جداوله
ليكون ضيفي مرةً كل عام
*
وثبتُ عند الفجر من سريري
عندما سمعتُ صوتاً وقوراً يناديني من الخارج
اتذكرُ هذا الصوت – اظنهُ لأحد اصدقائي .
رغم تكرار نداءاته , اقرر ان لا اذهبَ , لسبب ما ,
وافتحَ الباب . انظرُ من شباكٍ , لا احد
من يتذكرني في هذا الوقت ؟
من يطرقُ بابي , ثم يختفي ؟
*
لا اخرجُ في الليلِ دون قناع
كما فعل ملوكٌ : سببي يختلفُ
اتصرفَ كممثلٍ في حياتي اليومية
لذا اشتريتُ جمجمةً قديمةً من مسرح شكسبير
في لندن .
اتكلمُ امامها بنبرةٍ عالية وبجملٍ شكيسبيرية لا اتقنها
لعلها تستجيبُ وتسرد لي ماضيها
لكن عبثاً , فهي صامتة رغم اني اتماهى مع هاملت
واتبجحُ بالحزن والحيرة