نقطة:
أسعد الجبوري
نقطة:
كأن لا جنوبَ في بلاد الشمال.
أيها المعتكفُ في سطرٍ
من الأسماك وسطرين من الشِعر والعَرَق.
ماذا ستفعل
إذا ما خرج البحرُ عليكَ من كأسكَ.
أتهيمُ مع جرادّهِ الايروسي،
لتطلقُ في لحمهِ أصابعكَ في منتهى الحنان.
أم ستركب موجةً منه وتمضي مُتقدّاً
بقماشٍ من ضباب.
لا نوافذ إلا من ورق.
الأحلامُ أسماك نافقة.
والهواءُ بخارٌ داكنٌ في رئات طيور تأتي
من مدافن مواسم الهجرة.
فأينك الآن يا عماد جنيدي..
وكان البحرُ بين يديكَ ببرونةً تمزجُ
فيها غيومَ الأسئلة بالكحول.
كم ذبُلتَ في (جبلةَ) شريداً.
وكم جالستَ جبال اللاذقية وحيداً
في مقهى البستان أو السويس.
أهو زمانُ انفراط حديد الندامى هنا
وهناك.
ولا سرير بعدها.
ولا باص بعدها.
الزجاجاتُ قاحلاتٌ،
والخمورُ في العنقاء.
أينك الشاعرُ القيامي بابا الصعاليك.
جذعُك طريحٌ وما من لمسة موجٍ.
كيف بعتَ الآلهةَ والنسوانَ وكراسيّ الأدلجة
وفضتَ بماء الشعر حتى أعالي الجنون.
الوقتُ فاسدٌ..
وساعةُ اليدِ رملٌ وثعابين.
قاعةُ النفس فارغةٌ..
أيها الرامبو الأوغاريتي.
لست وحدك لوحةً تالفةً على الساحل
السوري.
هل تذكرتَ سفنَ أرواد.
ستنهضُ فيكَ بعيداً عن الصدأ
والحطام.