التركة
**
وأنتَ تنوءُ بميراثٍ ظلَّ يُلاحقُكَ أينما ارتحلتَ
ومِن بَعْدِكَ ثمة مَنْ يَعُدُّ الخُطى
هل تعلّمتَ سرّاً مِن أسرارِ الخاتمةِ
أو هل فككتَ مِنْ قَيدِها عقدةً .. عقدةً واحدةً فحسب ؟
كنتَ مَأْسوراً على أسيجةِ الحُلمِ
وتنتظرُ طائفةً مِن أَنْسُر تَحلُّ وثاقَكَ
فما تقدّمَ مِن سمائكَ جنحٌ
وأنتَ في كلِّ الأسفارِ تُرشدُ البحرَ إلى بحّارتِهِ
فهل خَذَلَتْكَ يوماً رؤيا المُسافرِ ؟
إذاً فاطلبْ إلى إسرائكَ نجمةً حاصرتْها العُيونُ
**
وأنتَ تعلمُ أنّها لم تَنطقْ قبلَ الرّحيلِ بكلمةٍ
وتعلمُ كيف تحجّرتْ في عينِها دمعةٌ عندَ الوداعِ
وأنتَ طويلاً تنتظرُ
وطويلاً سوف تَنتظرُ
ثم تنتظرُ مَن اسْتَعْصى عليه المجيءُ
**
وكنتَ رحيلاً تَسعى إليه الأمكنةُ ومِنهُ المحطّاتُ تقتربُ
وكنتَ القوافلَ التي بكلِّ عزِّتِها إلى صوتِكَ تشتاقُ
وبه تستأنسُ
فلماذا تركتَ الحقائبَ وراءَ القطاراتِ تَلْهَثُ ؟