صلاح فائق
خبرٌ سيءٌ عن نفسي :
إنني بلا أوهام منذ سنة ـ
كابدتُ أعواماً لأتفادى هذا
تآخيتُ مع جبالٍ ورضيتُ العيشَ في جزيرةٍ
بلا فجرٍ ولا قمر .
لم يبق لي سوى هذا الكلام
أمشي معهُ بين أشجارٍ من صخر
*
إنهُ الصيف , أقضيهِ حليق الرأس
أعيد ترتيب دُمى في غرفتي
رغم ملابسها الرثّة وتليقُ بسواقِ شاحنات
أكوي قميصاً في الليل
ونهاراً ألمّعُ حذائي , ثم أنظّفُ يديّ بماء الورد
*
هناكَ فيلٌ غاضبٌ عند شاطىء
يصرخُ على البحر , يشتمهُ
فلا يردّ ألأخيرُ عليه , إنما يسجبُ أمواجهُ
فتظهرُ خادماتٌ من مستعمراتٍ بعيدة
ويعملنَ في القاع :
أراهنّ من بين خصلات شعري الطويل ,
ألأبيض , بينما أهيمُ بين حطامِ سُفنٍ
باحثاً عن كلبي المفقودِ منذ أيام
*
أنا ألآنَ في طائرةٍ فارغة تقريباً
فجأةً ينفتحُ أحد ألأبواب , يدخلُ حصانٌ مجنّحٌ
ويسألُ عني , يدلّونهُ عليّ
يتقدمُ , يقدمُ حقيبتي اليدوية , التي فقدتها قبل أعوام :
حفنة أكاذيب حول تحرير المطارات
وشن قتال العصابات في الجبال .
ثم يخبرني عن فائدة الرياضيّات في علاج الربو
وآلام المفاصل .
أشكرهُ , يتجهُ الى ذلك الباب , يختفي
*
صادفتُ أدم , صباح اليوم , عندَ سوق السمك
سألني عن عنوان طبيبِ أسنان , إعطيتهُ رقم الهاتف
قدّمهُ الى إمرأةٍ حاملٍ , تقفُ وراءهُ : بشعة , تحملُ
سلّةً فيها حصى ملونة :
أكانت تلكَ حواء ؟
*
بهجتي اليوم وصول الصيف أمام بيتي
أسعدني ذلكّ وأنا أجمعُ توتاً من باحة
كلبي رآهُ قبلي , اربكني نباحهُ المفرح
فهرولتُ إليهِ , فاذا الصيف جالسٌ معه
بعد ترحيبٍ دعوتهُ الى بيتي
فقبل
*
عند الفجرِ آوي الى فراشي وأنا متأنّقٌ
ملابسي نظيفةٌ وقد كويتُها , تحمّمتُ وتعطرتُ :
أتصرفُ كضيفٍ في مناماتي
*
ألتقينا , نحنُ رفاقٌ قدامى , عند الفجرِ
أمام مبغى المدينة , صرنا حشداً بعد ساعة
إتجهنا , مع أسلحتنا النظيفة , الى ريفٍ بعيد
لنقاتلَ ضدّ غزاةٍ من قارةٍ أخرى
حين وصلنا , لم نجد أعداءنا , او لم يصلوا بعدُ
فعدنا الى بيوتنا .
*
إرتكبَ مصاصُ دماء مخالفة سيرٍ قرب بيتي
قبضوا عليهِ في ميناءٍ قريب , يحاولُ الهربَ
الى جزيرة نائية .
في حقيبتهِ وجدوا عُلب فايغرا , فرشاة أسنان
والبيان الشيوعي باللغة الرومانيّة
*
بعد هذه المقاطعِ أدخلُ قصيدةً جديدة
لا أجدُ إلّا رجالاً نائمين , بعضهم عراةٌ
يشبهونَ أسرى أو سجناء هربوا
وزرافةً حزينة , هزيلة , تقفُ في غرفة
أفتحُ لها الباب , تخرجُ , تبتعدُ
وتظلّ تلتفتُ وتنظرُ إليّ