نصيف الناصري
جرعَة مِن السمّ لا تَكْفي للتَخلِّص مِن مَتاعب البيت.
المَساء المفْجع وَطاولة الطَعام التي تغْمرها رائحة
الجثث. يَتَشَبَّثُ فيهما ركام التَماثيل وَتَزْداد وطْأَة
الشَكْوى. غرفَة النَوم بنافذتها المَرْصوصة مَليْئَة
بألْياف مَيْتة وَشموع تَضْطَربُ في الريح. أريدُ
الأوْقات الطيّبة مِن أجل أن أسْخَر مِنْكِ، لكنّكِ
متشائمة دائماً ولا تَرْغَبين في الجنْس. طائر نقَّار
الخَشَب يشْبهكِ في تَلفه للثَمَرة وأيَّامي مَعكِ مثل
مومياء تَنْتَظر أن يغوص اليها السائح. تَنامينَ
مُتَجمِّدة وأتركُ لَكِ السَرير بكلّ قَرابينه. نَوْمي
على الأريكَة في الصالة، قطار يَغْدقُ عليّ نور
الصِّحَة. الجيْران في الطابق الأعْلى تُضيء لَهُم
شُعَل رَغباتهم المُسَلْسلات المُدبْلجة وَتُدخِّن في
أسِرَّتهم أصْوات وَحَرَكات المضاجعة. أسْمَعُ
تَأفَّفكِ وَلَعناتكِ وأعْرفُ انّكِ مُغْتاظَة وَتُحاولينَ
استنْباط الإجابة مِن ما يديم الغبْطة َ لَدى الغير.
مَشَقَّة أكابدها وَحَياتي أوراق شَجَرة نَخرة لا
أرْغَب في بَيْعها الى عُلماء الآثار.