نصيف الناصري
أُلَبِّسكِ حَمَّالَة الأثْداء وأنْتَقي لَكِ أجْمل ثيابكِ وَأدْعوكِ
الى مَطْعَم أو حانة. نَدْنو مِن الرَغْبَة فَتَخْتَطفكِ ذكرى
اللوكيميا التي تَظْهَرُ في حلمكِ الأخْرَق. في الشارع
تَتَزاحمُ الحشود وأنْتِ لا تَرْغَبين بالإكْراهات. أحْرقُ
جثَّتي وأسْتَند على مَعْصمكِ مُتَناولاً الإبْرة التي تُحرِّك
رُكْبَتي. تَمْشيَة السأم في الاتجاه الخالي مِن الزَمَن، لا
يَتَلألأ فيها الشعاع المَصْبوغ بالعمى. احتمال ضَئيل
أن يَفوح مِن دموعكِ الأوكسجين والمرء يَفْتَرضُ أن
خَزَف الحفاضات بَين القبور، عَلامَة تَرْحيب برداءة
الطَقْس. تَفَرَّجْنا على ساكني الأقْفاص الذين يَقْضمون
أيَّامهم مثْلنا، لكنّ ما يشْعرنا بالأمل هوَ انَنا لا نُقَطِّب
مِثْلهم. الابتسامة كُتْلَة ثَلْج تُخفِّفُ الفَزَع مِن الإلهي
في ذَواتنا.