نصيف الناصري
خرزة يَسْتَشفّ فيها مُسْتَقْبله...
القادمون مِن البَرَّيِّة تَركوا الخفراء في فسطاط نومهم وَوصلوا
الينا قَبل شروق الشَمس. نزَّهناهُم عَن الرياء وَسَلقْنا لَهُم الرز
وأعْطينا كلّ واحد مِنهم خرزة يَسْتَشفّ فيها مُسْتَقْبله. القاصرون
أفاقوا مِن غَفْوتهم وَرَفَعوا أصواتهم يطالبون بحصَّتهم مِن الليل
المُطعَّم بحمَّى الملح. نَزعْنا عَنهم ما يشينهم وجوزيَ أكْبرهم
عمراً على فَهاهته وحكَّه لظهْره بحذق على أريج عبَّاد الشَمس.
القادمون والقاصرون يسَّرنا لهُم صعود الرابية المُخْضلَّة للنَهار
وَفَتحْنا لَهُم أبواب الملاحقة وطاردناهم الى أن انتهوا صَرعى
طَيْشهم وجرأتهم على الانهزام. ولَّوا وأخذنا أسْلابهم غَنيمة
نَتَقرَّب فيها الى الدائنين في أيَّامنا الغابرة
