يرمون السهام على الثمرة...
نصيف الناصري
ارْهاقٌ عَلَني للضَمير يحْجبون فيه إصابَتهم بأوْبئة مَحاصيلهم وَينحون
باللائمة على القَرابين التي يَذْبحونها الى غَير الآلهة. مَسالك كَثيرَة
عَبرْناها وَإياهم بَعد اتْلافهم رَماد أسْلافهم في أيّام القحْط. حَجْبهم
لذَخائرهم التي تَقْتَلعها العفونة عَن المُجْتَمع، شَيء يُسرِّع نَدَمهم حين
يَتَطاولون على الأجلاَّء الذين يَنْتَهكون أسْرار لُحْمَتهم مَعَ اللامَرئي.
شروط مُجْحفة اشَترَطوها عَلَيْنا حين إعارَتهم المنْجَل لَنا، لكنَّ ما
أنْجَزوه بتَعهّدهم وَهُم يَرْمون السهام على الثَمَرَة. أدلَّةٌ تنْقصها الشُعَل
المَسْموعَة في الهَدايا المُعظّمة للصَيف. خبْرات كَثيرَة دَفَعْناها
لَهُم بتَجْذيفهم بَين الخير والشرّ. احتَفظوا ببَعْضها وَعَبروا الطَريق.
ميتهم الذي يُثبِّتُ نَفْسه على إثْمه يَجْلس القرفَصاء بالشَمس وَيرْسل
دموعه بامتلاء عَظيم لحَياته التي أعارها الى أولاده. إشارة اعْجازيَة
يَظنّها المَرء خصوبة أرْض يَصْعب النَوم بَين وفْرة ما تَجود بهِ.
