محاولة في سؤال النقطة
أديب كمال الدين
(1)
على نارِ شمعة
أريدُ أن أذيب أهرام حزني.
وعلى نارِ دمعة
أريد أن أحرق رمادَ شبابي.
وعلى نارِ اطلاقة
أريد أن أبدأ أو أنهي سمفونيةَ دمي.
( (2
سقط الزمن
سقط من رأسي إلى قدمي فمتّ
وكان سقوطه مدوّياً حتّى أيقظني من نومي
فضحكت!
(3)
الموتُ على الأبواب
الموتُ هو الصديق الوحيد الذي يتذكّرني بعمق
ولا يكفّ عن إرسال أزهاره السود إليّ
بالبريد المسجّل.
(4)
ضاع الشتاءُ في المطرِ والوحل
وحين أرسلتُ الصيفَ ليبحث عنه
لم يرجع أبداً
وقيل إنه شُغِلَ بعري الربيع.
(5)
وقيل إنّ الزمن
لاشتاء فيه ولا صيف ولا ربيع عري
الزمنُ مدن بهيئةِ مقابرٍ مضيئة
وضوء عذبٍ ينير جثثَ المسافرين.
(6)
الزمن أنا
والزمن أنتِ
أنتِ التي لا قطار عندك
وأنا الذي لا محطة عندي ولا قضبان.
(7)
من دمكِ اقتبستُ موتي
وكتبتُ روايةَ ألفي
وترجمتُ هزائم نقطتي
إلى سبعين لغة حيّة ومنقرضة.
(8)
حاصرني الشتاءُ مجدداً بأكاذيبه وزخّاته
فحاولتُ أن أحاصره بحروفي
ولكني احترقتُ وغرقت.
(9)
أنتِ أكذوبة
وأنا الحبل الذي تنشرين عليه أكذوبتك.
أنتِ اعتراف
وأنا متهم اعترف مطمئناً بجرائمه الألف
ثمّ نام كطفلٍ بريء.
(10)
أنتِ........ مَن أنتِ؟
وأين هي نقطتك؟
فوق حيث الشمس تسقط ببلاهة؟
أم هي تحت
حيث الشمس يسرقها الكفرةُ الفَجَرة؟
(11)
أنتِ....... مَن أنت؟
أنتِ جريمة قتل متكاملة
لا تنقصها إلاّ الاطلاقة
وابتسامة القاتل الهادئة.
(12)
أنتِ جريمة قتل متكاملة
لا ينقصها إلاّ أنا.
(13)
أنتِ دعوة لّلذة
أخافُ كتابتها لأنّ أبجديتي سماوية
وحبري مقمر بالأسرار.
(14)
أنتِ إطلاقة الرحمة التي نسيها الجلاّد
ونام على الأرجوحة
تاركاً ضحيته تئنّ
عبر كأس الرمّان.
(15)
أنتِ موسيقى تهرب
إلى أعماق الأمطار لتنام.
(16)
أنتِ جسدٌ أضاع نقطته
فحاول قتلي في الممر.
(17)
أنتِ خرافةٌ تسيرُ على قدمين.
(18)
أنتِ عريي الذي حاولتُ تأجيله
فلم أستطعْ
إلاّ بعد أن لبستُ ثيابَ الألف
وتعمّمتُ بعمامة النون.
(19)
أنتِ أسطورة صنعتُها من اللاشيء
من اللاجدوى
من اللامعنى
من اللامستقر
وحين أفلستُ
بعتُ اللاشيء مقابل طفولتي
واللاجدوى مقابل صباي
واللامعنى مقابل لذتي
واللامستقر مقابل جثتي
لكنْ بدل أنْ تبتهجَ أسطورتي
أطلقتْ عليّ النار!