رسالتي الأولى ..
قاسم الذيب
فأما سنحترق الآن كدخان
وأما تجعلي من رماديّ أعمدة رخام
كخصلة شيب معفرة بالدم الرخيص
سأنتظركِ هناك بالفارغ من دموعي
كلهيب نار يصْلي ظهر الريح
تزفر شهوات الليل أقماراً ورصاص ..
بصراحة ، بصراحة .. كمجنون يتسكع
أصبحتُ أعد على أصابع يديّ كل عواصم الدنيا
وأحفظها عن ظهر قلب
بصراحة أكثر .. كقطة شامية تزوغ عينيّ في الظلمة
وبصراحة أكثر وأكثر .. كمؤذن منافق
أجهد على حبالي الصوتية
لأنادي لصلاة الاستسقاء في قيظ لهاب ..
كتبت رسالتي الأولى
ووضعتُ في صندوق بريدي
مسرحياتي التي كنتُ أكتبها من فصل واحد
الشارع يبكي وحانوت البقال خالٍ
إلا من صورة سمو أمير الحرب
يحتضن بيديه المرتعشة خارطة الوطن الممزق
ويأشر بإصبعيه علامات للنصر
كقمامة قش تتطاير في ليلة ريح متمردة
كرائحة وردة ضائعة في قنينة عطر رخيصة
أضع في كيس من خيش القليل من ضوء القمر
كبائع غجريّ متجول ..
.........................................
.........................................
........................................
لا أعرف أحداّ منهم يا حبيبتي
رائحة الوطن تفوح الآن بالسراق ...