الحريه ... الإنفلات
ومفاهيم جيل الحروب .
ومفاهيم جيل الحروب .
الحرية هي تلك الخاصة التي تميزالإنسان من حيث هو موجود عاقل تصدر أفعاله عن إرادته هو لا عن أية إرادة آخرى غريبة عنه .
فالحرية بحسب معناها الاشتقاقي هي عبارة عن انعدام القسر الخارجي ، و الإنسان الحر هو من لم يكن عبداً أو أسيراً .
للحريّة مفاهيمٌ عدّة، تختلف على حسب زاوية النّظر الّتي ننظر منها لهذا المصطلح،
فمثلاً تعريف الحريّة الفلسفي يختلف عن تعريفها القانوني والمعجمي. وقد ورد في قاموس Lettre ما يلي: الحريّة هي وضعيّة الإنسان غير المملوك. وجاءت أيضاً بمعنى القدرة على العمل أو الامساك عنه.
بينما نجد قانونيا تعرف الحرية على أنها : استطاعة الأشخاص على ممارسة أنشطتهم دون إكراه، ولكن بشرط الخضوع للقوانين المنظّمة للمجتمعوالتي يجب الاقتداء بها وعدم التعدّي عليها.
كما أنّ للفرد الحريّة في اختيار الدّيانة،
وحريّة في المأكل والمشرب،
وفي السّفر والعمل،
واختيار شريك الحياة،
كما أنّ هناك أنواع للحريّة وهي: حريّة التّنفيذ، وحريّة التصميم؛ فحريّة التّنفيذ: هي القدرة على العمل أو عدمه دون وجود ضغوط خارجيّة، أمّا حريّة التّصميم فهي تعرف بالحريّة على الاختيار، وهي تعني بأن يكون هناك مقدرة على تحقيق وتنفيذ الفعل دون خضوعٍ لأيّ تأثير، سواء أكانت دوافع أو أهواء.
ودينيا لا نجد إشاره صريحه عن مفهوم ((الحريه )),
فمثلا نجد أن أبي حيان التوحيدي، الذي استفتى مسكوية عن معاني الخير والاختيار، فقال "إن الإنسان تصدر عنه حركات وأفعال كثيرة لا تشبه بعضها بعضا، فيظهر منه فعل من حيث إنه جسم طبيعي، يناسب به الجماد، وبعض الأفعال تتناسب بفعل البهائم، ويظهر من فعل حيث يكون ناطقا فيناسب بذلك الفعل الملائكة، ولكل فعل له دواع ولها أسباب، وتعرض لها عوائق كثيرة، وموانع مختلفة، بعضها طبيعية، وبعضها اتفاقية، وبعضها قهرية.
لكن الصوفيه اعطت للحرية مفهوم آخر ..فابن عربي يرى أن الإنسان الحر هو الذي لا يستعبده امتلاك أو رتبة، إنه يحكم الأشياء كلها ولا تحكمه، وبالنسبة له فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان، وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله"
فالحريه في التاريخ الإسلامي ارتبطت بمفهوم العبوديه حصرا .. فنجد توصيف (( الحر )) هو النقيض لتوصيف ((العبد )) حيث لا نجد سعة في المعنى الفلسفي للمفرده كما تواترت اليه في عصرنا الحالي من معنى أشمل لطبيعة وطريقه الفرد في ممارساته الحياتيه والدينيه .
والحرية ليست بضاعة جاهزه يمكن شراؤها أو إستعارتها جاهزه ... الحرية نتاج عمل ووعي وفهم عميق لقيمة الإنسان من جهه وطبيعة المحيط العام الذي ينشأ ويتربى ضمنه ذلك الإنسان ,
ذلك الفهم والوعي هو الذي يؤسس لحرية متحضره لاتسبب الضرر للآخر ولا تقود الى التجاوز على حريات الآخرين ولا الإضرار بموجودات المحيط حيث تمارس تلك الحريات ,
وبالتأكيد فأن الوعي المحرك الأول لعملية البحث عن الحريه هو نتاج مشترك بين مدخلات العمليه التعليميه والتربويه زائدا ما يعززها الفرد من ثقافات مكتسبه بالإطلاع الشخصي والتأثيرات الفكريه من البيئه والناس ,
أي التربيه والثقافيه ... ونكون قد إقتطعنا نصف الحقيقه لو لم نأخذ بالإعتبار المعادل الموضوعي لهما ـ طبيعة نظام الحكم والوضع الإقتصادي ,
فماركس في مقولته (( الكبت يولد الإنفجار أو الثوره )) وضع يده على جرح مهم تعاني منه مجتمعاتنا منذ قرون ...
السلوك الإنفجاري الذي نصادفه هنا وهناك في مجتمعاتنا هو تعبير متمرد عن الحاجه الى الحريه وليست ((الحرية )) نفسها . هو نوع من التمرد .زالإحتجاج ..الرفض .. الرغبه في كسر قيود ما ..رفض السائد
كل هذا يصح لكن لايصح أن نسميه حريه فهذا قصور في الفهم السلوكي للبشر ,
إن إحترام ومراعات السلوكيات العامه للمجتمع لا تعني ابدا أنك إنسانا متخلفا أو غير واعي ..بل العكس هي مؤشر لوعي متقدم بقناعات الآخرين وهي ركيزه من ركائز الحريات العامه ما دام الآخر لا يصادر رأيك ولا يتجاوز على حقوقك ,
شئنا أم أبينا نحن نتاج مجتمع تشكل تحت تأثير معتقدات دينيه وقبليه وصدمات ثقافيه أتتنا من مجتمعات منفتحه ناضلت لقرون حتى تصل الى ما وصلت اليه ,
معادلة مركبه وعصية على التنفيذ بين ليلة وضحاها ... هي كيمياء تحتاج الى زمن ومواد وعوامل مساعده لتظهر لنا بالصورة المطلوبه ,
الإختلال بذلك التفاعل يودي بنا الى نتائج قد تكون كارثيه , فنحصد غير ما زرعنا ,
ومحورنا هو جيل الشباب الذي هو امل أي أمه ... وفي ضوء ما سردته مقدما وما يصدر من ردود فعل من شبابنا الذي نشأ وسط فاصلة زمنيه من حروب وتردي تعليمي وتواصل ثقافي ..تبرز لنا بوضوح مشكله الخلط مابن مفهوم الحريه .. والإنفلات ,
وأن كنا نريد لهم وبهم خيرا فعلينا أن نسمي الأشياء باسماءها ..كي لا نحصد شوكا ونحن نزرع ورد .
فالحرية بحسب معناها الاشتقاقي هي عبارة عن انعدام القسر الخارجي ، و الإنسان الحر هو من لم يكن عبداً أو أسيراً .
للحريّة مفاهيمٌ عدّة، تختلف على حسب زاوية النّظر الّتي ننظر منها لهذا المصطلح،
فمثلاً تعريف الحريّة الفلسفي يختلف عن تعريفها القانوني والمعجمي. وقد ورد في قاموس Lettre ما يلي: الحريّة هي وضعيّة الإنسان غير المملوك. وجاءت أيضاً بمعنى القدرة على العمل أو الامساك عنه.
بينما نجد قانونيا تعرف الحرية على أنها : استطاعة الأشخاص على ممارسة أنشطتهم دون إكراه، ولكن بشرط الخضوع للقوانين المنظّمة للمجتمعوالتي يجب الاقتداء بها وعدم التعدّي عليها.
كما أنّ للفرد الحريّة في اختيار الدّيانة،
وحريّة في المأكل والمشرب،
وفي السّفر والعمل،
واختيار شريك الحياة،
كما أنّ هناك أنواع للحريّة وهي: حريّة التّنفيذ، وحريّة التصميم؛ فحريّة التّنفيذ: هي القدرة على العمل أو عدمه دون وجود ضغوط خارجيّة، أمّا حريّة التّصميم فهي تعرف بالحريّة على الاختيار، وهي تعني بأن يكون هناك مقدرة على تحقيق وتنفيذ الفعل دون خضوعٍ لأيّ تأثير، سواء أكانت دوافع أو أهواء.
ودينيا لا نجد إشاره صريحه عن مفهوم ((الحريه )),
فمثلا نجد أن أبي حيان التوحيدي، الذي استفتى مسكوية عن معاني الخير والاختيار، فقال "إن الإنسان تصدر عنه حركات وأفعال كثيرة لا تشبه بعضها بعضا، فيظهر منه فعل من حيث إنه جسم طبيعي، يناسب به الجماد، وبعض الأفعال تتناسب بفعل البهائم، ويظهر من فعل حيث يكون ناطقا فيناسب بذلك الفعل الملائكة، ولكل فعل له دواع ولها أسباب، وتعرض لها عوائق كثيرة، وموانع مختلفة، بعضها طبيعية، وبعضها اتفاقية، وبعضها قهرية.
لكن الصوفيه اعطت للحرية مفهوم آخر ..فابن عربي يرى أن الإنسان الحر هو الذي لا يستعبده امتلاك أو رتبة، إنه يحكم الأشياء كلها ولا تحكمه، وبالنسبة له فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان، وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله"
فالحريه في التاريخ الإسلامي ارتبطت بمفهوم العبوديه حصرا .. فنجد توصيف (( الحر )) هو النقيض لتوصيف ((العبد )) حيث لا نجد سعة في المعنى الفلسفي للمفرده كما تواترت اليه في عصرنا الحالي من معنى أشمل لطبيعة وطريقه الفرد في ممارساته الحياتيه والدينيه .
والحرية ليست بضاعة جاهزه يمكن شراؤها أو إستعارتها جاهزه ... الحرية نتاج عمل ووعي وفهم عميق لقيمة الإنسان من جهه وطبيعة المحيط العام الذي ينشأ ويتربى ضمنه ذلك الإنسان ,
ذلك الفهم والوعي هو الذي يؤسس لحرية متحضره لاتسبب الضرر للآخر ولا تقود الى التجاوز على حريات الآخرين ولا الإضرار بموجودات المحيط حيث تمارس تلك الحريات ,
وبالتأكيد فأن الوعي المحرك الأول لعملية البحث عن الحريه هو نتاج مشترك بين مدخلات العمليه التعليميه والتربويه زائدا ما يعززها الفرد من ثقافات مكتسبه بالإطلاع الشخصي والتأثيرات الفكريه من البيئه والناس ,
أي التربيه والثقافيه ... ونكون قد إقتطعنا نصف الحقيقه لو لم نأخذ بالإعتبار المعادل الموضوعي لهما ـ طبيعة نظام الحكم والوضع الإقتصادي ,
فماركس في مقولته (( الكبت يولد الإنفجار أو الثوره )) وضع يده على جرح مهم تعاني منه مجتمعاتنا منذ قرون ...
السلوك الإنفجاري الذي نصادفه هنا وهناك في مجتمعاتنا هو تعبير متمرد عن الحاجه الى الحريه وليست ((الحرية )) نفسها . هو نوع من التمرد .زالإحتجاج ..الرفض .. الرغبه في كسر قيود ما ..رفض السائد
كل هذا يصح لكن لايصح أن نسميه حريه فهذا قصور في الفهم السلوكي للبشر ,
إن إحترام ومراعات السلوكيات العامه للمجتمع لا تعني ابدا أنك إنسانا متخلفا أو غير واعي ..بل العكس هي مؤشر لوعي متقدم بقناعات الآخرين وهي ركيزه من ركائز الحريات العامه ما دام الآخر لا يصادر رأيك ولا يتجاوز على حقوقك ,
شئنا أم أبينا نحن نتاج مجتمع تشكل تحت تأثير معتقدات دينيه وقبليه وصدمات ثقافيه أتتنا من مجتمعات منفتحه ناضلت لقرون حتى تصل الى ما وصلت اليه ,
معادلة مركبه وعصية على التنفيذ بين ليلة وضحاها ... هي كيمياء تحتاج الى زمن ومواد وعوامل مساعده لتظهر لنا بالصورة المطلوبه ,
الإختلال بذلك التفاعل يودي بنا الى نتائج قد تكون كارثيه , فنحصد غير ما زرعنا ,
ومحورنا هو جيل الشباب الذي هو امل أي أمه ... وفي ضوء ما سردته مقدما وما يصدر من ردود فعل من شبابنا الذي نشأ وسط فاصلة زمنيه من حروب وتردي تعليمي وتواصل ثقافي ..تبرز لنا بوضوح مشكله الخلط مابن مفهوم الحريه .. والإنفلات ,
وأن كنا نريد لهم وبهم خيرا فعلينا أن نسمي الأشياء باسماءها ..كي لا نحصد شوكا ونحن نزرع ورد .
عماد مجيد المولى