موقف الحرف
أوقَفَني في موقفِ الحرف
وقال: الحرفُ حرفي والنقطةُ نقطتي.
فكيفَ لكَ أنْ تفهمَ سرَّ خُلودي
وأنتَ الذي يحملُ الموت
في نبضةِ القلب؟
وكيفَ لكَ أنْ تتجلّى في ملكوتي
وأنتَ الذي يبكي على جرعةِ ماءٍ
ورغيفِ خبز؟
وقال: الحرفُ حرفي
ستجدهُ في كهيعص
وألم وطه ويس وق ون.
فكيفَ لكَ أنْ تتقبّلَ سرَّ السرّ
وأنتَ الذي تتقاذفُه المنون
ليضيع في البحارِ والبلدان
وفي سناّرةِ السنين؟
هل حمّلتُكَ ما لا تطيق
وأنا الرحيم يا عبدي؟
النونُ كانتْ نقطتي
فلا تكنْ كصاحبِ النون
إذ تدراكتُهُ وهو ما بين الخيط الأبيض
من الخيطِ الأسودِ من الموت.
بل كُنْ ك(يس)
كُنْ ك(طه)
إذ أسريتُ به
وقلتُ له في حضرةِ العرشِ: صِفْني.
فقال: إلهي.........
وبكى مِن هيبتي وَجَمالي
وبكى مِن عِزّتي ورحمتي وجلالي.
فخشعتْ لصدقه السماواتُ والأرض
وأشرقتْ لنبضِ قلبه شمسُ عرشي.