الرئيسية » » حلم | عبد الكريم كاصد

حلم | عبد الكريم كاصد

Written By Unknown on الاثنين، 22 يونيو 2015 | 4:19 ص



من قصيدة (حكايات عن أبي):
حلم:
زارني أبي ذات ليلةٍ 
في مسجدٍ أم مجزرة؟
لا أدري
واقفاً كنتُ..
أم أصلّي؟
لا أدري
ولكنّني رأيتُ ذبيحةً
ودماً يشطفونهُ بالماء
وعيني أبي الصافيتين
وهما تعتذران عن المجئ
الجنازتان:
كالخضر انطلق منتعلاً خفّين
مثيراً سحابات غبارٍ صغيرة
وانكفأ عائداً بجنازةِ صديق
حتّى إذا بلغَ نخلةً
ونساءً يبكين في الطريق
حمل الجنازتين
وأقبلَ..
فزعَ الناسُ من السرادق،
وظنّوه ميّتاً
ولم يصدّقوا
الضيف:
حين رجع كاصد بن حالوب من صوفيا
مرتدياً من جديد
عباءته،
ومرضه،
فاجأه أحدُ الزائرين
قافزاً من كرسيّهِ البعيد:
"سنكون أفضل"
فابتسمَ وأشار إليهِ بهدوء:
"سنكون أفضل"لو عدتَ إلى كرسيّك أيها الضيف"
تساؤل:
أحقّاً كان أبي سلعةً
بيديه الشاحبتين
وبدلته الزرقاء؟
احتجاج:
مرّة سألني
كيف يعودُ هؤلاء بعد بضعِ سنين
بألقابٍ وياقاتٍ بيضاء
وقاماتٍ ليّنةٍ..؟
وحين أجبتُهُ باقتضاب
صرخ بي:
"ولكنك تقرأ ليلاً ونهاراً
ليلاً ونهاراً"
تاريخ:
قلتُ لأبي ذات يوم:
كثيرٌ أولئك الذين يدخلون التاريخ
كما تدخلُ العاهرُ السرير
وأكثرُ منهم أولئك الذي يخرجون من التاريخ
كما تخرجُ العاهرُ من السرير
فلم يفهمْ
بعد الدفن:
بين نهارٍ وآخر
كان يجلسُ في ركنهِ المعتاد
يحلق بأدواتٍ قديمةٍ اقتناها، ربما، قبل أنْ أولد
وحين مات
وحملتُهُ بيديّ هاتين
وواريتهُ التراب الذي انحنتْ عليهِ أمي بهدوء
كأنها تخاطب حيّاً
رجعتُ لأجدهُ في البيت
أمام مرآته الصغيرة
يحلقُ
ويحلقُ
بأدواته القديمة
بأدواتهِ التي اقتناها قبل أنْ أولد
تعقيب على "شاهدة قبر":
ذات ليلةٍ، رفع الجدّ عروستَهُ الصغيرةَ – كانتْ سوداء – فأوقع بينهما النجم، وظلّت عذراء
وفي نهارٍ ما، بعد عامين، في سوق الأغنام، لمح الجدّ عروسته الصغيرة، فحملها إلى البيت ملفوفةً بعباءتها – سوداء – تعبقُ برائحة الحنظل
1978
_______________
* مجموعة (الشاهدة)
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.