نصيف الناصري
الاقتراب مِن الفياغرا...
شَربتُ مَعَكِ في الحَديقة الى جانب قَبر القط. افراطكِ بمَشْروب
الجنّ بَعَثَ فيكِ الرَغْبة بمُشاجَرة الأوراق المُتملْملة للسَنوات. كُنتِ
تَقولينَ لي: { يَتلوَّى هورمون الحبّ ويقوَّي نفسه في اتحاد النار
بالشَجرة }. أطْريتُ على ضَحالة شعوركِ وَكَتمتُ عَنكِ ما وَددتُ
قوله: { امرأة فارغة ويسعدها خنوعي لها }. حَذَقكِ ومَفاهيمكِ
الاجْتماعية تُعجّل بموتي، وتَحوَّلي مَعكِ الى النوم في المَنْجم
الجافّ للرَغْبة، يَضْطرني الى أن أتَحسَّس الأوراد في رذاذ تراب
القط. أشياء فَظيعة أنْستْكِ ضياء الجنازات المَشْدودة الى الشَمس،
وكنتِ توبّخينني على الإفراط في الشَراب: { أزح عَنْكَ انذار
الجَحيم وَمخالطة الموتى في الحانات. سَيجزّ أيَّامكَ الكولسترول
والقرميد المَصْفوف في الشَراب. سَتَذْهب الى المُفسَّرين ومَعكَ
خرطومكَ الذي يوْشك على التَجمَّد. هَل تود أن تَدْهسكَ الشاحنات
المَنْفوشة في الفياغرا؟ }. ألومُ نفسي وأشعر بالحَماقة مِن تَوْبيخها
ولحظات الخصام. أبْحثُ عَن مفتاح ما أفكّ فيه الجصّ وأصالح ليل
الغمّ، لكن رَغْبتي القاهرة في الشَراب، إشارات مِن شعوب ميتة
أتلقَّفها في هُيامي ببراكين الحانات. الخوف في الاقتراب مِن الفياغرا
يجْبرني على عَدم مسايرة الملائكة والسَهر بَين العظام المُجمَّعة للذينَ
فَقَدْتهم وَرَقدوا مَعَ النُدَماء المرْضى.