صلاح فائق
جاء برقٌ قبل قليل , أضاء أمام بيتي
رأيتُ سيغموند فرويد واقفاً هناك
مع قبعتهِ وعكازته الشهيرة . ناداني
لا أدري كيف عرفَ إسمي , خفتُ
لم أذهبْ : هرعتُ وأقفلتُ بابي , أوصدتُ الشبابيك
وأطفأتُ المصابيح .
*
انا مريضٌ منذ اسبوع بالحمى والسعال
أخفقتُ في تصحيح قصائدي ألأخيرة
والخروج مع كلبي للمشي صباحاً
حضرتْ عاملةٌ , منذ اليوم الأول , من معبد بوذي قريب
تطبخُ لنا , تغسلُ ملابسي : لستُ بوذيّاً
أتساءلُ كيفّ عرفوا حالتي ؟
*
تعرفُ المقابرُ جيداً قصص موتاها
لكنها كتومة , لا تسمحُ لهياكلها الخروج
إلاّ في الليل , بعد أن يتنقعوا بالفسفور ,
ليتجولوا في أنحاء المقبرة
*
عشتُ في عواصمِ قارات
حدائقها مسوّرة بأمتار عالية
من الحديد والإسمنت , وكاميراتها في كلّ مكان
بقيتُ لفترةٍ قصيرة في هذه او تلك :
لم أعثر على عملٍ او عشيقة
رغم أني وسيمٌ , أتقنُ مهناً
واكتبُ قصائدَ كل يوم
*
إنها الظهيرة , وقت قيلولة كلبي
بدلاً عنهُ سأقفُ أمام الباب حتى يعود
أخبرتهُ بأنهُ محظوظٌ لأني صديقهُ
حتى جارتي ألأرملة تأتي أحياناً , تداعبهُ
تلعبُ معه , ولا تهتمّ بي
*
قبل فطوري هذا اليوم رنّ هاتفي
أخبرني أحدهم عن إنتحارِ أحد أصدقائي :
كان في بيتي مساء أمس
إقترض مني مالاً لشراء كاميرا
*
ممتعٌ أن تكتبَ ويدفعوا لك
عند نشرِ أعمالك . لكن لا أحد يدفعُ
مع ان الكتابة منهكة ومن أصعب المهن
*
الشتاء يبتعدُ , بلا توديعٍ ولا تمنيات
كلّ قرصانٍ هنا , وأي خفير ساحل
يكرهُ المطر , دويّ الرعود وومضات البرق
أنا لا أختلفُ عنهم .
*
شاطىء مكتظٌّ بهياكلِ بشر
فيلةٌ تدفنها بصبرٍ وهدوء .
أنا هنا أيضاً , أقرأ قصائد أجنبية
باحثاً فيها عن هورموناتٍ وبلسمٍ
لآلام ظهري .