رياض جواد كشكول
ماذا ترى
قبل دخول القمرِ فوهة الشمس ليُعلنها كسوفاً
وقبل مغيب الروحِ ساعةَ الفراق لتُعلنها خسوفاً
هل سألتني لماذا الحزن يتوشحُ الضحكات
ما سِرُّ هذا الصوت كالناي يعزفُ آهات
سرادقُ أتراحي تعِجُ بالسكون
حتى الكراسي تجلس فوقها المنون
الرجل الطويل يأتي يوزع القهوةَ للجالسين
دلتهُ مليئةٌ مُرَّ ما خبئتهُ بين العيون
قهوتهُ من عطرِ كافوري يفوحُ هيلها
الملحُ فيها دمعتي سقطَتْ على جمرِ نارها
رمادُها أديمي
ذاك الذي أحرقـْتَهُ ساعةَ الفراق
شَـبَّ ولن تُطفِئهُ أمواجُ نعشي والرفاق
يا كُلَ خطوتها أحسبها بُراق
تأتي كأُغنيةٍ
لحَنَهـا النحيب
معزوفةٌ أوتارها عودي الخضيب
القبرُ ترحابَهُ
لهفته
فرحتهُ
كأنني لهُ حبيب
الرملُ ينزلُ كالمُهل
لا يُبقي نبضاً أو أقل
والروح تلك الروح التي هِمتُ بها
هَمَتْ ولكن هَمَهـا تبعِدُ عني
يا ما بكيتُ لشدوها قد خابَ ظني
يا ما فعلتُ المُستحيلَ لتبقى فيَّ وتبقى مني
هيهات
خاب المُرتجى
قد أنزلوني غَصـْبَ عني
في ظُلمةٍ كادتْ تُجنني
وحدي أعيشُ دُنيتي
لا إنسُ لا جِنـي
ماذا حصدتُ بدُنيتي
قد راح مني
يا ويلتي يا ويلتي
ويلُ التجني
ما نفعُ أهوائي و ما نفعُ التباهي
الكل يلهو صبابةً ليس إتجاهـي
فالمعدمونَ تلاهثوا صوبَ الحكايا
والمترفون تلاهثوا صوبَ الملاهي
والميتونَ تدافعوا صوبَ الإلهِ
لا جدوى من كلِ الأقاربِ والأهل
حين التُرابُ على الرُفاةِ قد أُهِـلْ
لا يستحي الأحياء لا خوفٌ لديهِم أو وجل
يتناسلونَ تباهياً حتى إذا جاء الأجلْ
ماذا ترى
،،،،