صلاح فائق
لي أحاسيسُ عجيبة , تردّني عن يومٍ جميلٍ
وليلةٍ هادئة , عندما يسعى إليّ نهرٌ
ليسألَ نصيحة .
أرتاح حينَ اقدّمُ ماءً الى قطّة ,
أصغي الى شكوى قرصانٍ وانا أجلسُ
أمامَ التلفزيونِ وقد وضعتُ تاجاً على رأسي
لأنسى من أنا .
*
احتاجُ أوهاماً حالما يحيطني الأفقُ
وتقتربُ نمورٌ من منزلي : أغمضُ عينيّ
فيختفي كل شيء , لكن لماذا أجدني أحتضنُ صخرةً
عندما أستيقظُ , وتتدلى فوق رأسي كتبي الشعرية
وقد تعلّقتْ بمسمار؟
*
هل تعرفُ ما يحدثُ إذا أحترقتْ إحدى قصائدي ؟
سترى حيواناتٍ تندفعُ منها , رهباناً فرّوا يتعثرونَ
في منحدرٍ جبلي , سياحاً عراة في حدائق
وبرج بابلَ ينهارُ على غزاةٍ من الداخلِ
والخارج .
سترى رجلاً فقد جوازهُ في مطارٍ
يتلفّتُ حائراً , وأنا في باحةِ بيتٍ
نائماً فوق بيانو .
*
أنا رجل المدن الكبيرة
لستُ ألآن إلا ما بقيَ من قاربٍ
في قاعِ نهر .
يدي التي تكتبُ , تكتبُ لأنها يد
لاأسافرُ ولا أظهرُ في الشوارع
فأنا مطلوبٌ في عدةِ بلدانٍ
لسببٍ لا أعرفهُ بعد .