في ذلكَ الليْلِ ، كُنَّا وحدَنا القَمَرَا
نُضيءُ حينًا وحينًا نُطفئُ الأثَرَا
والنَّاسُ من حولِنا موتى ، كأنَّهمو
في الكهفِ منذُ سنينٍ ، يشربونَ كَرَى
وكنتُ أَمْوَتَ في كهفيكِ ساعتَها
وكنتُ حَـيًّا ولكنْ لا أكادُ أرى
حتَّى وصلتُ لوادٍ ، واختفتْ مُقلي
لولا عَصَايَ ، فَقَدتُ الدَّربَ والبَصَرَا
ألقيتُها ، فَسَعَتْ خَمْسًا بلا عَجَلٍ
مِقدارُهنَّ يفوقُ التِّسْعَ والعَشَرَا
حتى التصقنا على الجدرانِ ، وانتشرتْ
أنفاسُنا سُحُبًا ، تستحدثُ المَطَرَا
والأرضُ مِن تَحْتِنَا مَادَتْ ، لِمَا خُسِفَتْ
وما نَحَتْنَا على أقْدَاْرِهَا بَشَرَا