أديب كمال الدين
قطرات الدم
********
1.
جالساً كنتُ عندَ الشاطئ وقتَ الفجر
حينَ مرَّ أمامي
ثلاثةٌ مِن حروفي الغرقى.
قالَ الأوّل: مرحباً أيّها الحروفيّ.
وقالَ الثاني: سلاماً أيّها الغريب.
وابتسمَ الثالثُ لي
وأشارَ بأصابع مُرتبكة
بتحيّةٍ مُرتبكة.
فيما كانتْ قطراتُ الدم
تتساقطُ مِن قدميه المُتعبتين الحافيتين.
2.
في الظهرِ كتبتُ قصيدةَ: الحروفيّ.
وفي العصرِ أتممتُ كتابَ: الغريب.
وعند الغروب
جمعتُ قطراتِ الدم
قطرةً قطرة
ورسمتُ بهنَّ دائرةً
جلستُ في وسطِها
صامتاً كالحجر.