أحمد كلتكين
لأني كلما أحتاجُك بقربي ، لا أجد ما أقوله عنك ، وأنا ألاحقك بطفولتي التي شاختْ منذ فقدك ..
أعيدُ ما سوف أكرره فيك كثيراً :
إلى من تركَ خلفه كلَّ الوراء ، ليجدَ أنّ الطعنةَ قد تأتي من الأمام أيضاً ..
إلى من بيني وبينه ١٦ عاماً من المسافة :
ليتَني
تقمّصتُكَ أبي !
أنحدرُ منِّي إليَّ ..
أتسلَّلُ خوفاً
- كشهوةٍ سمراءَ تفرزُها الأصابعُ -
بينَ كريّاتِ دمي المُوجعةِ ..
وأحملُ بصماتِ قلبِكَ الذي يحنُّ للنسيانِ ..
هنا
كلُّ الجيوبِ مملوءةٌ بالذاكرةِ،
وما تزالُ العملةُ تمارسُ عُهرَها بجدّيةٍ أكبر !
كبرتُ يا أبي ..
ووجهُكَ قنطرةٌ عابسةٌ
أتعبتْها الخُطى الباردة ..
والوعودُ
التي تقدِّسُها أمّي
لا تعلِّقُ لها آمالاً جديدة ..
والقصصُ التي أحفظها عنكَ
تغازلُ الحقيقةَ رغمَ شحوبِ ملامحِها !
فيا أبي
أيها الـ يوسفُ المفقودُ
نحتاجُ حضورَكَ جداً
لنرُدَّ البصرَ إلى خلوتِنا المبيَضَّةِ بالغياب !!