صلاح فائق
أنا أيضاً بنيتُ مملكتي بالكلمات
تلقيتُ , لا زلتُ , عوناً من رفاقي الشعراء
ومن خادمات القرى .
دعوتُ حيواناتٍ كانت في حياتي
أن تعوَد وتجولَ في مقاطعي الجديدةِ
فهي تليق بها . سأقدمُ لها أزهارا كبيرة
وللبشرِ إيقاعاتِ طبولٍ من لاجئين , يقفونَ
منذ سنواتٍ , على سلالمِ قلاعٍ بواباتها مغلقة
*
كنتُ هنا حتى قبلَ ولادتي
أطوفُ في ضواحي المدن , أحضر إحتفالاتٍ
ولا يراني أحد . لم يكن لي أبٌ .
ثم ظهرتُ كاملاً , أعرفُ القراءة والكتابة
ولي أصابعُ جميلة , تحيطني أصواتٌ بيضاء
مثل مشاعلِ ملعبٍ ـ كانت مفيدةً في مضايق
الليالي الباردة . لم أكن بحّاراً أو سمّاكاً
ولا سافرتُ بأحدى السفن : لماذا , إذن ,
أملكُ أكثر من ذراعين , تشبهُ مجاذيف قوارب ؟
*
أقتربُ من حممِ بركان , أظنها أحشاء هذه ألأرص
أقتربُ لأحتفي بها , ففيّ منها الكثيرُ
لكن تمنعني حيواناتٌ مائية , ربما لأني أرتدي
معطف عانسٍ إنتحرتْ قبل أيام . أرتديه كي لا أنساها
فأنا أنسى :
أمرٌ يهمّ تلك الحيوانات أيضاً . هذه قناعتي الآن
*
انسحبُ من أحلامي , واحداً بعد آخر
أخرجُ منها لأمشي طليقاً , بلا واجبٍ
لأثني على ميناءٍ يستقبلُ هاربينَ من مجاعات
وعشاق بلدان . سألتقي شبحأ بديناً هناك ,
كما في كلّ مرة , ليسردَ قصصاً ممتعةً عليّ
فهو يرى كل غريبٍ هنا , بيتهُ قطارٌ لا يريدهُ أحد
*
أتطلعُ الى عماراتٍ
تنحني ثم تقفُ , ذلك لايُدهشني
اراها احدى الحقائق ولا تخيفني :
أشعرُ بالخطرِ من جدارٍ بلا نافذة
او من نافذةٍ بلا جدار .
هكذا أفكرُ وانا أذهبُ , وقت الفجر ,
لشراء أرغفةٍ من مخبز خلف سجن
*
أحبّ أن أبني قصراً لنفسي
في أعماقِ بحر ما , بشرفاتٍ , بنساءٍ حوامل
يحتضنّ في المساء خيولاً .
ضروريّ سردابٌ طويلٌ في هذا القصر
مملوء بنبيذٍ أسود .
كلبي سيكون معي , لينبحَ أحياناً
وفيلاً يرافقني في جولتي الصباحية :
أحتاجُ أشياء كثيرة في قصري هذا
سأذكرها في ما بعد , بعدما ينتهي البناء
*
شيء ما يُنقصُ فرحي بالحياة
أهو لون تلك الجبال , صفير قطارٍ ضائع
نداءات سياح تحيطهم ضباع ؟
أهو أكوام وثائق عن حروب , مبعثرة هنا
ورسائل عشاق ؟
أهو جسدي الذي يتلفّتُ
ليرى أين أنا ؟
*
أن تهرمَ قرب ليلاب
بعدما رتّبت بيتك لزيارة كارثة : عاصفة أو زلزال
وأرسلتَ فمكَ لينقذَ قارباً بعيداً .
هاهو الزمن يدنو , ملبياً نداءاتٍ منكَ ,
يدّعي , وأنت لم تناده لأي سبب
*