صلاح فائق
أخيراً بدأت أرى الأبدية
عندما أشاء : درّبتُ مخيالي لزمن طويل , بعيداً
عن البيوت الهرمةِ للمدنِ
وعن مقابر ألكومبيوترات - أوصدتُ أبوابي
وتركتُ شباكاً ليدخلَ كلّ شيءٍ جميلٍ
ويخرجَ حين يشاء
*
رغم أني وديّ في كلماتي
واعترفُ بالجميل أمام طيور النحام
لكنّ روحي لا تتغيرُ , لا تتعلّمُ شيئاً
عن ألأبراجِ ومجون القراصنةِ في مناماتي :
روحي مؤذية , أعرفه من شكوى شجرةِ سنديان
ومن إبتعادِ الشواطىء الصخرية
حالما أبدأُ تأملاتي
*
مشهدٌ بصريّ : أنا معتكفاً في مياه المحيط
إصطحبني فولتير الى هنا ,
نصحني لا أفرطَ في صمتي إزاء بشرٍ بلا وجوه
في ألأزقةِ والمروج .
منهُ علمتُ بأني وجودٌ فضائي
وما حولي أخطاء فلاسفةٍ , رافعات موانىء
ونملاً تثرثرُ حين لا تعمل
*
إنني مدمنٌ على اللون ألأزرق :
الفضيلة جثة في قاعةِ إجتماعات ,
درستُ علم الزراعة من أجلِ بائعة فواكه
أرادتني مقيماً في الهواء
فالشوارع ماتت , العازفون في كل مكان
ولا يسمعهم أحد
*
هاهو ظلّي يتبعني
أنهكتهُ مسافاتٌ مشيتها الى نفسي
ذات مرة تواريتُ عنهُ , رأيتهُ من بعيد
يطرقُ باباً فتحهُ الهواء ,
سأله ظلي إن كنتُ في الداخل
وهنا ناديتهُ وأنا آسف
*
ستتحول أنت أيضاً , في يوم ما
الى زهرةٍ , صقرٍ أو ثعبان
ما تكتبهُ الآن سيبقى على الرملِ
رغم الأمواج , والأصداف التي تبعثرها
هنا وهناك
*
أحدهم يطرقُ بابي
أنظرُ من نافدة , ارى شرطياً
- ماذا تريد ؟
- إقامتك إنتهتْ أمس . عليكَ مغادرة البلد
ـ لكني الأن في أوكرانيا
ـ من يتكلمُ معي إذن ؟
-نسختي الثانية وهذه , كما تعرف ,
لا تحتاجُ الإقامة , لأنها تُعطى للأصلية فقط
ـ أعرفُ ذلك , شكراً لك
يبتعدُ