نصيف الناصري
عَبَرْتُ في شَبابي أكْثَر مِن جسْر أحاولُ تَرْويع
المَرَض. القَتامَة في العالم لَم تَتْرك لي أيّ شِبْر
أخفي فيه ميتتي المَعْهودة. نفايات فوق الجبال
والحَدائق والمَشافي اصطَبَغَت بالسأم المُتعادل.
كانَت إقامتي بالأمْكنَة الغَريبة تَسْتَدْعي منّي أن
لا أتَرَدَّدُ على السباخ الفَريْدة للخلود. تَنَزَّهْتُ
مَعَ المُربّيات "جروحي" وَكَشَفْتُ الثَمَرَة
لمَوْتي الذي اكْتَمَلَ وَلَم يَحْفل بتَضرّعي الى
النَعيْم بالدَيْمومة الضارية. الأيَّام مُنْفَصلة عَن
ما أنْشدهُ والهاوية باتجاهي. مُخلِّفاً وَرائي
صَيْف الفتوَّة، أرْقد في اللامكان بلا إطْراء.