الشيوعي العجوز
نصيف الناصري
الشيوعي العجوز..
مهاجرون مِن كَواكب مَجْهولة أعْرف البَعْض مِنْهم
يَسْتلفون أو يتاجرون في النجوم المُهرَّبة. صاحب
الحانة الايراني كَريمٌ وَسَمح مَعَ كلّ الأعْراق،
لكنّه يُفضّل عَلَيْهم الشيوعي العَجوز مِن شيلي.
يَجْلسُ وَحْدهُ وَيجْلب مَعهُ كتاباً أو صَحيفَة.
ما عادَت تهمّه الآنَ حَياة كارل ماركس
ولا حَماسته للشيوعية في شَبابه بوَطنه. مَعَ
هؤلاء الكَثير مِن الفَتيات الكولومبيّات والأرجنتينيّات.
الرِجال فيهم الصَعلوك واللص والحزبي والفَنان.
أغْلبَهم تَعطَّلت بهم مَراكب السينما والسياسة. خَسائر
فادحة يعانيها المُهاجر في أرض لَيْست أرْضه، لكنَّ
ما يعينه على استرضاء الشَمس ليومه. إشارة تَتعهَّد
بها شَظية مِن حلم العَودة الى الوَطن والوَطن جثَّة
رائقة تَبْكي فوقها خَرائب ما عانَيناه في الماضي.
مَدائن معطَّرة بالتفَّاح والذكرى في وجوه النساء وَهنَّ
يَرْفَعنَ الأنْخاب للشيوعي العَجوز ويُسامرْنه في وحْدته.