نصيف الناصري
السعي لنيل الرأفة...
صَفَفْنا زَبيْباً أسْوَد حَول رَأس المَيت في
الليل. غَدَقٌ كَبيرٌ مِن الأمْطار أفْنى
تَوابلنا وَأسْلحَتنا قَبل مَناحَتنا علَىْيه.
يُتَمِّمُ البَرق سخْطه قُرْب الغيوم وَيضيء
البِرَك التي نَعْبرها وَنحَن نَنوء بحَمْل قَرابيننا
التي تَنْقَسم حين ثَغائها الى نصْفين.
أبْخرة تَحْرث الصخور التي تُصلَّي
فَوقها اللقالق وَمَراكب مُحمَّلة بجزر
يَنْحَني فيها المَوتى لمرور الأيَّام.
صِلات قُرْبى أصيلَة بَيننا وَبَين الذين أسَّسوا
الروابط المُتَماسكَة للمَوت في بَدء الخَليقَة.
جريان دموع الانسان بأمومَته العَظيمَة
للأشجار بالرَوابي.
صِلَة حِداد طَويل على رَوابطه التي تَتَفكَّك
دائماً. النفاذ الى الشؤم وَالصَخْرَة
المَسنّنة للمُخاطَرة. يُقرِّبُ أجَلنا وَنُضيِّع
ما ادخرناه بهاويَة ماضينا التَوأمي.
السَعي لنَيل الرَأفة مِن إله مُعيِّن بَليَة فَظيعَة
وَفراغ تدْهمنا فيه مُواساة الهاويَة.
