أوانُ الحُبِّ ما قَلَبَ السجايا
سامي العامري
أوانُ الحُبِّ ما قَلَبَ السجايا
وشاءَ جنونَنا لنكونَ آيا
يُجدِّدُ في معاني الناس عندي
كأنَّ الناسَ تنشأ مِن هَوايا
تأمَّلتُ الجمال فلم يُبارِحْ
رحابَ الأمسِ ، مجروحَ المرايا
لنا وطنُ الجدود ونحن فيهِ
رعاكِ اللهُ ، نقطنُ كالرعايا
على أنَّ السرورَ إذا تغاضى
عن الدنيا ففي الدنيا بقايا
وأمطَرَتِ السماءُ فذبتِ رَقصاً
وزدتُكِ إذْ نفختُ البرقَ نايا
وفرَّقتُ الهديلَ على جبالٍ
لها خَرَسٌ فضجَّتْ بالتحايا
ككأسٍ أنشدتْ : هل من نديمٍ ؟
فما صبَرَتْ أناكِ ولا أنايا
وقد هَرَعَتْ غدائرُكِ انطلاقاً
وضقنَ بما اتَّبعنَ من الوصايا
وأطلقتُ العنانَ لكل جُرحٍ
فجابَ الأرضَ يَكْرزُ بالشظايا
مَدارٌ ضالعٌ باللَّوز حولي
تَغارَدَ باسمِها وكفى مزايا
فَسِرَّاً واحداً طلبتْ خَفيَّاً
فعدتُ لها بخافيةِ الخفايا
وهل للقادمين شغافُ قلبٍ
إذا لم تأتِهمْ دُفَقي سرايا ؟
وهل للغابرين صدى وجودٍ
إذا لم أنتخبْ منهم ضحايا ؟!
وعامٌ آخرُ استعذبتُ فيهِ
شموسَكِ حيثُ ترشِفُها رُبايا
ورانَ على الرموش نسيمُ وادٍ
ليأسرَها ويسألَني مُنايا !
هي الأشواقُ مَهما قيلَ موجٌ
نكابِدُهُ وعمرٌ من حكايا
ولستُ بخائفٍ فالنهر نهري
يُغَرِّقُني وأطفو مُذْ صِبايا !
وها أنا عائدٌ لظلال بيتي
كتومَ خُطىً غريقاً في رؤايا
فيا برلينُ لو تدرين ما بيْ
ويا بغدادُ لو تصفو النوايا !