هدية الى بودلير
صلاح فائق
هدية الى بودلير
معجزاتٌ كثيرة امامي وحولي
منها هاتف الجيب , آلة تصوير
طائرةٌ تمرُّ , كومبيوتر , وصباحاً اثرثرُ
مع ركابٍ في قطارٍ سريع
أجدادي لم يخترعوا هذا كله , ولا أحفادهم
تركوا لنا مخطوطاتٍ بالملايين عن حكامٍ تافهين
لاطوا , نهبوا , استولوا على نساء قرى
لأسواقِ نخاسين . ايضاً اولياء وشيوخ
وقادة جيوشٍ تجولوا بخيولٍ منهكة :
هاهم أمامنا في سياراتٍ فارهة
حولهم , كما كانوا , شعراء ووعاظٍ وصيارفة
وهناك طيور مبعثرة , بلا أجنحة
*
غمرتُ حياتي بالكلمات
أراها في السنوات الأخيرة
نداءاتٍ لمحاربين هُزموا , وكنتُ عثرتُ على نفسي
في احدى روايات القرن التاسع عشر , مهرّباً
تحت أنفاقِ مدينة , ابيع مايجلبهُ قراصنة من
سفنٍ وزوارقَ غرقوها , الى صيادلةٍ
وعشاقٍ صامتين وقت الظهيرة
غمرتُ حياتي بالكلمات
بعضها يتلهفُ الى كهوفٍ وجبال
واخريات أقدمها الى بودلير
كي يذوقَ ما في كهلٍ يستلقي
في ساحل
*