جواد الشلال
صمت الطريده
منتشيا يسحب الدخان بهدوء مكابر. وينفث الدخان حلقات تشبه اقفاص متراصة .. مثل سجن ... هكذا يرى الامور . ليس سوى حزن وسهر وحكايات موت .. لا يعني له كل هذا الارتباك سوى هزيمة جديدة ,حادة مثل لوح الشمس الساقط بين ايدينا , الكل يترصد اخر التحليلات الطبية وتقارير الاطباء المختصين , هو يعانق عيونهم بغل محسوس ,
ويصفر مزهوا بقدرات خائبة ... المتهم لاذا بالصمت طويلا .... كان يشعر بانه ليس سوى طريدة تنازعه عيون الصيادين بقسوة , كان عنيدا اول الامر
وصمت من كثرة الصفعات ..كان يردد بفنطازيا
ساطير مملحا ... مشويا .. كالواح الكاكو
ساغني هناك بالسماء الرابعة
تلك السموات التي تعشق الملح
ساشاهد قصار التنورات الوردية
والافخاذ الشهية ... المتبلة بالملح
الجميع يصمت حين يغني المتهم ... ليس هناك سوى ابتسامة شامته
وبعض قهقهات متعثرة بالصمت ... الصمت اللعين الذي جعل باحة المستشفى
قاعة محكمة جادة مملوء بالنياشين والجنرلات وعدسات مختلفة الالوان وان طغى عليها اللون الاسود ... الجميع ينهش بقلب الصمت كانه ازميل من ماس حاد
الا انه لم يبالغ بشيء سوى الصمت ...
وعلى اثر صفعة مدوية .. مشفوعة بسؤال مهين
من انت
تردد المتهم الصامت .. ومن ثم صرخ
انا
انا كل شيء
انا جنكيز خان ... انا غارسيا ... انا .............. كافكا ...
انا هتلر ... ابو الطيب المتنبي .... فيرون
الحلاج انا
جلال الدين الرومي
علي الوردي
انا المشير...
انا المهيب ... انا القائد ... انا الخليفة
انا الخائف والمخيف ... انا الجبل والماء والصحراء
انا دمعة ..... امام مظلوم
انا ........ انتم ....
فجأة حضر مجموع الاطباء .. وتلى كبيرهم التقرير
ياسادة الامر سلبي ... لاشيء يستحق التحقيق
الدموع كانت نقية ... التحليلات المختبرية
اثبت ذلك
لاتهمة بمسار الامر
مط الجنرال شفتيه بغضب وتمتم
لا اصدق ذلك