أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
| |
هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
| |
وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
| |
بنصفِ قلب
| |
تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
| |
يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
| |
تسألني بألمٍ وذهول
| |
لماذا أصابعي متهرئة
| |
كخشب التوابيت المستهلكة
| |
وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
| |
فأحدّثها عن الوطن
| |
واللافتات
| |
والاستعمار
| |
وأمجاد الأمة
| |
والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
| |
فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
| |
وفي الركنِ الآخرِ
| |
ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
| |
المغطاة بالثلج...
| |
وطني حزينٌ أكثر مما يجب
| |
وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
| |
سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
| |
رافعاً ساقيَّ أمام المارة
| |
لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
| |
التي أوصلتني إلى هنا
| |
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
| |
وإنما تأريخ قهر
| |
حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
| |
والخطابات....
| |
.. وسجائر اللفِّ
| |
حيث نقف أمام المشانق
| |
نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
| |
ونصفقُ للحكّام
| |
.. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
| |
حيث الوطن
| |
يبدأ من خطاب الرئيس
| |
.. وينتهي بخطاب الرئيس
| |
مروراً بشوارع الرئيس، وأغاني الرئيس، ومتاحف الرئيس، ومكارم الرئيس ، وأشجار الرئيس ، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس، وإسطبل الرئيس، وغيوم الرئيس، ومعسكرات الرئيس، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس، وأنواط الرئيس، ومحظيات الرئيس، ومدارس الرئيس، ومزارع الرئيس، وطقس
| |
ستحدّق طويلاً
| |
في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
| |
وتسألني من أي بلادٍ أنا...
|
الرئيسية »
عدنان الصائغ
» العبور إلى المنـفى | عدنان الصائغ
العبور إلى المنـفى | عدنان الصائغ
Written By Unknown on الخميس، 10 يوليو 2014 | 3:03 م
0 التعليقات