كأني لم أُعوِّلْ في الحقولِ
على ندى عودٍ وقِشِّ
كأني لم أُشاركْ بُلبُلاً ببناءِ عُشِّ
بلى ، لكنما واهٍ هو الخيطُ
الذي يمتَدُّ ما بين الجدارِ وظلِّهِ ،
ما بين فكري وارتعاشِ يدي
فأكتبُ حين تبزغُ أوَّلُ البسماتِ ،
أوَّلُ خَلْجةٍ في المُتعَباتِ من القلوبِ ،
الصافياتِ من الندوبِ ،
الصاعداتِ كما البخارِ
إلى أقانيمِ الغروبِ
وإنَّ لي شمساً أقاسِمُها أفانينَ الزوالِ
إذا ارتمَتْ مَخمورةً خلفَ التلالِ
وإنني ما زلتُ مَيّالاً لحكمةِ عُقدتي
من سَيلِ أرقامِ
فما أنا بالرياضيِّ الذي دانتْ لهُ الدنيا
أُوافيكم وعقلي بين أقدامي !
وما أنا بالذي يُعْلي الكفافَ
وإنما جوعٌ أنا ،
جوعُ الحياةِ إلى الحياةِ ،
نشيدُها ،
تمجيدُ موكبِها الجليلِ
وإنْ بدا في لحنِ آثامِ !
وفي ظنّي الغِنى يعني الترقُّبَ ،
يعني أنكَ كالمدى المفتوحِ مدفوعٌ بإلهامِ