موال دائم
..
.
شاحبة .. مثل لون التراب ... تلك هي ألأغنية .. مقاماتها مغمسة بالوجع
..... مواويلها تنهش قعر الأذان ...
.. توقفاتها تتكئ دون رحمة على جدران الصمت المختل ...
.. المطرب ينتحب ... ويهوى العواء ...
.......... تخرج من ....
....... معهد النحيب العالي للوجع .....
.. يرتدي بزة غريبة ... وعمة ساطعة الصهيل .. تجاعيد وجهه ... نياشين من تراب ... يشم الجمهور معها نفحات بارود وصليل سيوف ........... وعفن الجياد ...............
وأوراق مبعثرة بها أكثر من ألف أمضاء ... وإمضاء ..
يسبح كل عام بمياه راكدة .... أسنة .. تكره الشمس والرياح والضياء ..
يعلن انه صنع من تراب طهور ويزعم انه حين ولد قرء بإذنه تراتيل
الموت الزؤام وزنابيل تراب احمر كان مغطى بها بعناية فائقة
كان الجمهور ... مترددا .. حائرا ... يمقت المسرح الذي يدور باتجاه مائلا .. يهمس لبعضه انه جنون ....... ..
........ .الفرقة سريالية تبعث الضجر وبراكين الحقد الدفين بأعماق الذاكرة السحيقة .. الأبواب محكمة بمتاريس التاريخ اللقيط ....... والسيوف تنتظر بسخاء ................... الجمهور يبتلع الصمت ويردد نفس الغناء
دعونا نكره الحياة
دعونا نحب الأشلاء
وتضج القاعة بتصفيق مبهر .....
. وتفتح الأبواب ..
أوكار جديدة للأفاعي .. تبنى هنا وهناك
مطربون جدد يتحضرون للغناء ...................... يعدون مائدة جديدة تتخللها
مسماريات ................. حجريات .................... حفريات دائمة ..
دماء محنطة منذ أمد بعيد ... وكومة قش وجلود حيوانات
ورأس قصب مدبب ........................... يكتب دون نقاط ..
ونشيد جديد ... الموت للأطفال
محض حياة .... الموت للنساء شرف رفيع ..
......الموت للجميع يوحدنا ......
.... سجل النشيد وبث في الفضاء
على سبعة مواويل ... تشبه صوت المطرب الذي خضب لحيته بالحناء
.. ثمة سواد بداء يأكل الجدران ... وهناك لص يراقب كيف يصطاد غنائمه من أنياب الجرذان ....
...... سماء المسرح ضاجة بالإنارة الخافتة ......... تلوح بالدعاء
ترنو إلى الشمس ... إلى الريح التي تغير رائحة المطرب ...
..
.