عباس ثائر الحسناوي
بالأمس أوضحت كل شيء لك
اخبرتك
كيف يتحدث القلب مع غيابك
أوضحت كيف يحاول النبض الفرار
من القلب،
حتى يتراقص أمامك
كرقصة طفل يريد العناق مع أبيه
فرحا بعودته من الجبهة
مقطوع اليد
لم يدرِ بأن اليد الواحدة لاتستطيع احتضان
طفل صغير.
مسكين هذا الطفل؛
أراد أن يفرح برؤية أبيه
حتى وإن كان مقطع الأجزاء
كبلدي!
بالأمس أوضحت كل شيء لك
لم اترك اي شيء
حتى نسيت لساني على بوابة فمي
لهذا يراودك الظن بأني ثرثار
ياحبيبي اخلع الشك عنك
دون أن تترد في خلعه كما تخلع
اي طفلة ثيابها وتقف عارية امام الكبار
دون أي حرج او حياء
بالأمس
اردت جمع بقايا اثارك الخالدة في متحف الروح
فما وجدتها إلا وهي تتزايد جمالاً
وكأن رحيلك لقاء رمم حطام الروح المتهشمة
وبالأمس
حين اردت اخراجك من القلب الذي اتخذت منه كهفا
يحميك، من صيحات الوحدة وآلام الفراغ.
وجدتُ
عنكبوتا ينسج بيته وعش ترقد فيه حمامة
حتى ظننتك نبي يحصن خلوده بالمعجزات
بالأمس أردت اخبارك بهذا كله
حتى كثر الأمس في القصيدة
وراح الغد منها