دَفع الجزيْة...
نصيف الناصري
دَفعْنا لَهُم جِزْيَة كَبيرَة مِن مَحْصولنا للعام الماضي وَأعْطَيْناهم أسْلحة وَأدَوات
صَيد، لكنّهم لم يَكْتفوا بما أخذوه منّا. يريدون مُشارَكتنا حَياتنا المشاعية وَهُم
شَعْبٌ غَريبٌ يَتَقرَّب في صَلواته الى آلهته مِن أجل تَطْويْبها لحَياته في القَتل.
كَهَنَتْنهم الذين أصيبوا بالجدْري وَهُم يسرقون القَرابين تُعَساء ويقاسمونهم
المَعيشَة بالمَعازل بلا تَحفّظ للمقام. نَتَخلَّى عَن التزاماتنا لَهُم في الهْدنة وَنغْدر
بزمرهم التي تحْجم عَن تَدْمير للسلاح. مَجْدنا الحَرْبي يَتَلقَّى امدادات عَظيمَة
مِن تَنْشئتنا لجيلنا الجَديد على جزّ صوف الأشجار التي ينام عندها الغرباء. خمورٌ
عَتيقَةٌ نُزوِّد بها مَلائكتنا التي تَطير فَوق أكْواخنا بالصيف وفي الأعْراس نَدْعو
الطيور وَجيراننا عمال المياومة لمشاركتنا اطْلاق البَهائم في البَرَّيَّة. مهنٌ كَثيرَةٌ
نعْرضها على المجْرمين وَمرْضى العبادة والذين يقارعون شرائعنا وفي إعالتنا
لمَن لا بَيت لَهُ. نُطلّقه مِن زَوْجَته وَنطْلقه يُغرِّدُ في نَومه على فراء الحرّية.
بامكان الشعوب الرحَّالة تَغْذيَة نَفْسها مِن الفائض بمَخازن آلهتها. والأسْلحة اذا
صَدَأت تَتَحوَّل الى مَحاريث في الزراعة وَجني الثمار مِن الشُهب.