أنا الطفل الصغير العابث المتهور ..
قاسم الذيب
سأكمل غرقي الآن لأتنفسكِ أنتِ فقط
ليغمرني عذب أنفاسكِ بالحياة
فهذا ما متلبس أنا به الآن
فلا غيركِ يقدر على أعطائي ما أنا بحاجة إليه ..
فهذا الضياع المشتت في خبايا الروح
هذا الرماد الذي يسكنني
فلا حس لي ألآن غير أحاسيسي وأنتِ بعيدة عني كحلم
قريبة مني كحبل وريدي الذي ينبض ..
يا حبيبتي غرق سنيّ الباقيات فيكِ
فلا حياة بعد اليوم لغيركِ
لا بحر ولا هواء أتنفسه غير هواء وجدكِ
لا بحر غير عطر بحركِ
لا ساحل غير سواحل رملكِ ..
لا بد يأتي يوماً يا خليلة الروح
يوماً أمخر به عباب مرارة قدسكِ
لتتيمم روحي بقدوس روعتكِ ..
يا لهفة الغائبين في المهاجر
يا ربّة الوجد
يا ربّة المدائن
يا ربّة الشعر وحيرة الخواطر
سأولي وجهي شطر كعبتكِ أسجد راكعاً متوسلاً
متيماً بشذى رمادكِ
أفلا تردّي لي لهفتي
أنا الطفل الصغير العابث المتهور
ردّي علىّ شقاوتي
ردّي عليّ صلاّتي ونسكِ
فأنا الآن يا لهفة الروح
لا محال أنا ميتاً فيكِ ...