أتأمَّلُ أحياناً فأحزن
سامي العامري
أتأمَّلُ أحياناً فأحزن
لو أنَّ الحياة بمقاييس أخرى
لو عشتُ من غير جسدٍ
ومن غير لعنةٍ اسمها الوطن
ومن غير الحاجة إلى مال
لو أنَّ مَن أحب تدخل قلبي فعلاً لا قولاً
لترى كنوزَه المُدَمّاة
لو كان الله واضحاً ولو معي فقط
لو أنَّ الموت يمكن عبورُهُ بسهولة
كجسر للمشاة
لو يكفُّ الناس عن تبسيط همومي
بحديثهم عن غربة وابتعاد عن جذور وينابيع
لو كان الناس ناساً يتوقون لأجوبة
عن أسئلة الحياة العصية
كأهل أثينا القديمة
لو كانت الأرض بلا ذنوب .........
وأصحو من أفكاري النازفة
وأنا كعادتي أتغنّى بالربيع ولا أتحسسه
بل أتذكّره في زمن الصبا
وأتمشى في منعطفات الصيف
وهو شمسٌ وتعرُّقٌ ونعاسٌ وقيثارةُ أوجاعٍ
وليس ثماراً من عبير وميناءَ بلابل
وأمرُّ بالشتاء ولكنْ لا تلامسني أمطاره
بل أمطارُ أجداده !
وأجالس الخريف لا بصفتهِ
شيخاً لجمال الحكمة وحكمة الجمال
وإنما كمَن يتعزّى بمنكوبٍ مثلهِ !
وهذا قمة الضعف مني ،
ولكنْ في زمنٍ لا وجودَ للقمم فيه !!