مُناخ عبودي
نصيف الناصري
مُناخ عبودي قسَّمهم الى طَبَقات
وَأخْطَأت مَعهم الطَبيعَة في أسْواقها
المُتعسِّفة. لا أمطار، لا عسل،
لا مَصابيح في الحَصاد. ظَرْفٌ مرَّوا بهِ
مِن قَبل وَعَلَيْهم الامتثال للشروط التي
تَفْرضها التَعدّدية في مُجْتَمعهم
المَحلَّي. فكْرتهم السمحة في السَطو
على مُمْتلكات الآخرين. يَشوبها
وَخز ضَمير فادح وَالنَهار القائظ يَسْتوفي
منْهم ما ألزَموا أنْفسهم به،
لكنَّ صاحبَة الحانة لا تَبيع بالنَسيئة
وَتَقْبل الرهون وَالمقايضة وَهُم
أحَضَروا شَعيرهم القَليل وَرَفَعوا أكفَّهم
يَسْتَجْدون الرحمة مِن الشابَّات
اللواتي اصطَفَفنَ يشْربنَ الى جانب
الظل المحاذي لدفء الجنس.
في تَعْليلهم لفقرهم وَجَهامة وجوههم
وَهُم يَتَضرَّعون الى السَيّدة التي
لا تُنْجدهم في إبرائهم مِن رَغْبتهم
بالشَراب والمُشهّيات والمُطيّبات.
تناهى الى أسْماعهم طَيران دَراهم
في الحقول. حَمَتْهم آلهتهم في إرباكهم
للعَدوّ وَعادوا الى الحانة يقْذفون الروّاد
بخصْبهم وَسرورهم والفاكهة
التي تُؤكل الى النصف. مُعْجزة المفلس
حظه المُقبَّب يَحْمله على رأسه
وَلا يَتَدخَّل في النزاع بَين الغنى والإعالة.
في مَجاعة النُسّاك ضَررٌ
كَبيرٌ للأَشْراف الذين يرْمزون
لأنْفسهم بغيوم القطن.