افضلُ سارقِ شراشف منذ هزيمة نابليون
عندَ إطلاعكَ على كتبٍ قديمة , قد تصادفُ مؤلفيها
في زنزاناتٍ يلتقطون قملاً من ملابسهم الداخلية
وفي فصولِ اعمالهم شخصيات وغرباء ضاعوا
او تم نسيانهم , بعضهم يتجهُ الى قلعةٍ حاملاً
حزم مفاتيح .
*
اعيدُ كتابة هذا المقطعِ لسببٍ يخصني .
لن تجد عند اطلاعك على كتب قديمة
مؤلفيها في زنزاناتٍ سواء يلتقطونَ قملاً من ملابسهم
الداخلية او نسيوا في فصول اعمالهم شخصياتٍ
وغرباء ضاعوا , بعضهم يتجهُ الى قلعةٍ حاملاً
حزم مفاتيح , ولا يعثرُ عليها لأنها
في احد الوديان . القلعة والوديان , معاً ,
في منطقةٍ كلها سرابٌ بلا نهاية
*
لم تكن سراباً , اكتشفتُ في مابعد
سياحاً يزورونها ويقفون طويلاً امام غرباء
وشخصياتٍ في ايديهم حزم مفاتيح والمفروضُ بعضهم
ضاعَ والبعض الآخر في كتبٍ قديمةٍ لذا ملابسهم الداخلية
تحتشدُ بقملٍ ولم تعد هذه الكتب مفيدة
لمطالعةِ اولئك الغرباء والشخصيات
عندما يضجرون من طول الانتظار
*
هذه الكتب , عليّ ان اعترف َ , كبيرة وثقيلة ,
يمكنُ النومُ فيها كما لو انها داخل حوت ,
ولمضاجعةِ صديقةٍ تتأوهُ منذ الصباح
وذلك لان صفحاتها بيضاء ,
من البداية وحتى الغلاف الاخير
*
وعندما يضجرُ اولئك الغرباء ,
يرمونَ حزم المفاتيحِ في وجوهِ
السياحِ , فيدركونَ فجأة انهم ليسوا مرحبينَ بهم
وهذه ليست قلعةً سياحية وانما موقعٌ لألقاء المفاتيح
في وجوه السياح ,
والكتب القديمة التي يلتقطُ مؤلفوها قملاً من ملابسهم
الداخلية في زنزاناتٍ , هي من تاليف مهاجرٍٍ شهيرٍ من اواسط
آسيا ,كأفضل سارق شراشف مستشفيات
منذ هزيمة نابليون قبل اعوامٍ قليلة