ذهبوا بِرئاتهم يستنشقونَ الهواء
وحدهمْ هناك ..
بعدَ أنْ ساورهمْ الملل من رائحة الدّخان
ليسَ سوى الدّخان هُنا
وصدى سُعَالهم الذي يملأ المكان
لكنّهم ،
تركوا لكَ أعمارهمْ على الطاولةِ
مثلَ عُلب السّجائر
وعليك أنْ تدّخنها بمفردكَ
وحيدًا هنا .
برئةٍ واحدةٍ
.
[2]
.
العالم
زجاجٌ مُعتم
وحاجزٌ للصّوتِ
بينكما
أنتَ تنقر وهو ينقر كذلكَ
ولا أحد
يسمع أو يَرى
الآخر
.
[3]
.
إلى متى تستعين بالخُطى التي
تدورُ ولا تصل
أنتَ تحومُ حوله !
وليسَ في البئر عذرًا من الماء
ليصفح لكَ
قلب الدّلو الذي تحطّبَ
من شُموس
أعذاركَ الجافة !
.
[4]
.
أبلغ مِنْ العَطشِ
في قلبِ النّهر الّذي جفّ
ذاكرة السّواقي
الّتي تصدّعتْ وهي تضجُّ بخريرِ الماء