(اورم)
في العيدِ أفتح جلابيب اليتامى
وأودعُ الله بسراويلهم المحشوة بالفقر
في العيدِ أقبلُ الجنديُ وهو يجرُ أنفاسها الممدودةَ
فوق رتلٍ من مقابر تصيحُ
في العيدِ يعلو صياح الثكلى
في العيدِ يعلو نحيب الطفلُ
صراخاً،
أين أبي؟
في العيدِ تخرُ الملائكةُ بقبعتها وأجنحتها الفضفاضة ترفرفُ على هلاهل مثناثرةٍ
في العيد أبحثُ عنه في الروازين والمزابلِ وحفاضاتِ النساءِ والمخازن والاروقةِ والسماء وفي الارض علني المحُ ظله المسكوبَ على مخالب الجمرِ التي أورثها في أحدقنا
في العيدِ أسئلة أن يا رب جرب ولو لمرةٍ أن يكون لك ابٌ وأم، ويأتي شخصٌ ما يخطفهما من بين ناظريك؟ أسئلة أتحسُّ بالكمادات وهي تضعها فوق وجهة الهواء؟ أتحسُّ بالنوم حيث يخرجُ من مسامتها العطشى؟ أتحسُّ بالألم الذي يكابدُه الابُ إذ لا رغيف لديه؟ أسئلة هل عملوا لكَ عيد ميلادٍ بلا كفوف؟ أسئلة هل جربت النوم على أكتاف أم أرضعتك فضاءات الكتابة والقراءة والحروب؟ أسئلة هل المآسي جزءٌ من هويتي المتمخضة بالأنين؟ هل المفخخةُ وهي تسبي شيب الشوارع باتت تضطرم هائجةً من وعيل الصرخة؟ هل شاهدت الامهات وهنَّ يركضنَ لحظة سماعهنَّ زعيق العبوة. وحيثُ لا اتجاه تركض الارائكُ؟