تريدُ كتابة قصيدة ؟
حسناً , ضع ورقةً نظيفةً أمامك
على منضدة او فوق فخذك اليمنى .
أراكَ مسروراً بقلمكَ الجديد
الذي سرقتَهُ من بقال المنطقة .
بدايةٌ جيدةٌ وليس كل شيء بعد
إذ ما أن تبدأ بكتابة السطر ألأول
حتى يتسربُ شيء ما من بين أصابعك
كأنّهُ زئبقٌ أو حفنة تراب , تدركهُ ثميناً
لا يُعوّض , لا يُلمس ولا يُرى .
لأنكَ عنودٌ , تواصلُ الكتابة حتى نهاية الصفحة
فجأةً تتيقنُ أنّ هذه ليست القصيدة التي نويتَ
كتابتها . إنها أمامك هامدة
وكانت تحتضرُ منذ الكلمة الأولى وحتى آخر سطر
ولم تنتبه الى ذلك .
لم تحصلْ على ما أردتَ , ولن
إنما على نصّ آخر , يحملُ بعضاً من
تلك القصيدة ـ
ألأهم إنك تعرفُ ألآن حال الشاعر
*
تلك القصيدة تشبهُ رجلاً مجهولاً
يثيرُ ريبة عاشقِ في حديقة ,
محاولةٌ لإقتناصِ طائرٍ مهاجر
لازال في السماء ,
او بحثك العبثي عن إبتسامةٍ ضاعتْ منك
في زحامِ ملعبٍ لكرة القدم
*