الرقصة
أزلتُ عن قصيدتي الهوامش
ثمّ أزلتُ الفوارز وعلاماتِ الاستفهام
والتعجب والارتباك.
ثمّ صرتُ أكثر شجاعةً
فأزلتُ المعنى عن قصيدتي
بعد أن أزلتُ النقاطَ عن الحروف بالطبع.
حينها
بدأتْ حروفي تتماسك
لتشكّل دائرةً تحيطُ بي
وأنا في وسطها.
وبدأت الحروفُ عاريةً تماماً
ترقصُ وترقصُ وترقص
رقصةً وحشيّة
وأنا لا أعرف مَن أنا:
أأنا المصلوب في أورشليم الذي وشى به يهوذا؟
أم أنا المصلوب على جسرِ الكوفة
لسنين عدداً؟
أم أنا طوطمٌ أفريقي
خُلِقَ ليبتهجَ بقرعِ الطبول؟
أم أنا مجرد حرف ضال،
حرف خارج عن القطيع،
حرف ممسوس
أمسكَ الشمسَ بيمينه
والقمرَ بشماله،
فكرهته الحروفُ جميعاً
وقرّرتْ أن تعاقبه بالسجنِ المؤبّد
عبر رقصها الوحشيّ المؤبّد
حول صليبه العجيب؟