محفوظ فرج
عسل الملكات
الليل تنهد من أنفاس الياسمين الغافي بين الشفتين
بين الرمل المترامي عند ضفاف الثرثار وأزرار
شباك الصيادين على الجهة اليمنى من جسر الشهداء
تستيقظ نور الشمس
فجرا
فيبوح الجوري الرابض تحت القمصان بأسرار العشق الغائر حتى النسغ يغني لجذور الليمون ( بعين التمر )
أول لحن غنته صبايا أوروك قربانا للمعبد
أول قافية يتفتح فيها قدّاح الايحاء على أدراج الزقورة
النحل يعاف خلاياه
يهوي فوق بساتينك
يهرب في ( عسل الملكات ) إليك
تتخطين على أرصفة الكرخ ملاكا تتسمر من فتنته
حدقات عيون حمام الزاجل يلقي برسائله
في عرض النهر ويفقدها السلطان
الليل يؤثثث مخدعها الطافي من طمي السيل المترع
بالرائحة البغدادية
وعلى بعد تسمع اصداءَ
لمقام( منصوريّ ) يصدح ( يوسف ) فيه ببهو المتحف
كنت لمحت جدائلها بزحام بين صبايا تتمعن في الكتب الملقاة بأرصفة المتنبي
ورمقت الشجن البصري بعينيها
فأدمنت الترحال الى المدن الموسومة بالوشم الآشوري
أفتش عن دير تخفي كل معالمة الأشجار يلتف عليه النهر
تأوي في الظاهر أطيار الهجرة بين ثنايا منعطفاته
في التأويل أنا من يأوي لغناء لم تعهده الذاكرة السامرائية
انا من يستنطقه العشب النابت بمسامعه يلقي ناقوس الجرف المبحوح تراتيل
العودة