صلاح فائق
غزلانٌ في مأدبة
*
أعتنِ بنفسكَ , لا تغرينكَ تعاليمُ ومبادىء
فهي من كلمات .
لا تعملْ , عشْ من هباتِ جيرانٍ
من مؤنِ طيورٍ وحيوانات
لا تشكُ من مكائد سياسيين وآلهات
هذه من طباعهم ,
ولا من توهمتهم اصدقاء , ثم إكتشفتهم :
كانوا حلفاءَ لأسبابهم .
إذا حطّ نسرٌ على طاولتكَ
أو مزقتْ إمرأةٌ ثوبها أمامكَ
فلا تستاء , فالنسرُ سيطيرُ
وتلك المرأةُ ستلبسُ ثوباً آخر .
لا تنزعجْ من بكاءِ موتى أو وقوفِ خيولٍ
أمام سجنٍ , يتشاتمُ فيهِ فلاسفة
فالبلدات الصغيرة مهووسةٌ بفراءِ سناجب .
إذهبْ الى مدرستك الأولى , نظّفها
ولم تعد هناك , وتمتعْ برنينِ مطارقَ لبناةِ سُفن .
لا تستخدمْ شكيمةً أو لجاماً
اتركهما امام بابكَ لزبالٍ , لصٍّ .
إشترِ باقة زهرٍ لذكرى ميلادِ نهرٍ
لا زال مفقوداً , مخطوفاً
أو لوّح بها لتستدرجَ غزلاناً الى مأدبتك
ولا تحترز من كلام شكسبير , دانتي , إبن المعتز
والبسطامي , فهم أشقاؤك .
*
تعلّم كيفَ تدحرجُ ظلّكَ من رصيفٍ
الى رصيف , لتنقذَ عنكبوتاً مريضةً ,
مطوقة بنملٍ , وتنقلها الى مستشفى
*