حَيّوا الأكارمَ
سامي العامري
حَيّوا الأكارمَ في القتال القاسي
ولِدوا وهُمْ في آخر الأنفاسِ
ولِدوا حدائقَ مرةً أخرى وقد
يئِسَ الجميعُ من اخضرار الآسِ
الهبَّةُ الآنَ استعادةُ هيبةٍ
للحقِ ، للإنسان لا لكراسي
هذا العناءُ حضارةٌ ولربما
خفيَتْ وراءَ المشهد الحساسِ
إنْ أنسَ وسطَ الحادثات حضارةً
فحضارةَ النهرين لستُ بناسي
( لا ) صحتمو فإذن أنا من ساعتي
سـأُغِيرُ بالحلوى على الجُلاّسِ !
مِن قبلُ كانَ ثرى العراق كجنةٍ
للقاتلين , وللبريء مآسي
حتى إذا بلغتْ سيولٌ شأوَها
طُرِدوا فماجَ العيدُ بالأجراسِ !
أجراسِ أحلامٍ بعهد كرامةٍ
تاقت له حتى ظلالُ الناسِ
جُنحان قد شهقا بغبطةِ جدولٍ
طَلقٍ كما شهقتْ يَدا فرناسِ
هي هكذا الأشواقُ يا حريةً
نهرٌ من العبرات دون مَراسي
ومزيجُ فَنّانٍ وذي ألوانُهُ
كشقائقَ امتصتْ صبيبَ الكاسِ
وحديثُ مَن أهوى تغلغلَ في دمي
كتغلغلِ المزمارِ في الأعراسِ !
