عن عاصفةٍ مرتْ قبل قليل
صلاح فائق
أتخيلني أتسكعُ في مدينتي القديمة
أمامي نساءٌ يرتدين أكفاناً سوداء
انه وقت الغسق , مسرورٌ مثل خفاش :
لا يتدكرني ولا يعرفني احدٌ هتا
ارى مدافع منصوبة في حدائق
وانا ارشد نفسي الى بيت ولدت فيه
لكني اعثر هناك على سعاة بريد يحرقون أكوام رسائل
أبتعدُ , ترفع ُ شجرة رمانٍ أغصانها كي أمرّ
رغم اني في ملابس فلّاح
*
أحبّ أن أغني في أي مصعد
بعد لحظاتٍ يلتفتونَ نحوي
ارى وجوههم مرايا
لا أجدني فيها .
*
يقالُ بأني اشبهُ احد الانبياء
لا اصدّق هذا الكلام لأني , أولاً , بلا لحية
لم يرسلني احدٌ وليس لي اي كتاب مقدس
اتجولُ في هذه الارض منذ خمسين سنة
ولا يلحظني احد
ثم انني احبّ النساء والنبيذ
واشتمُ الاغنياء في الليل من شرفتي
كي يفرحَ كلبي واسرقُ مصرفاً صغيراً
في احدى الضواحي , مرّة في السنة
*
لا أتذكرُ الا قليلاً
أتخيّلُ في معظم وقتي وأحلم
تعلمتُ هذا من الطبيعة : هذه الشجرة الباسقة
لفاكهة المانغو بلا ذاكرة , وكذا العاصفة الي مرت
قبل قليل .
اقدمُ نفسي , كل مرة , الى جاري المحيط
كشاعرٍ جوّال , لأنّ مياهه التي رأتني أمس
سافرت وربما وصلت الآن الى بلد آخر
لأسبابٍ تخصّها .