جموع لا تحصى أخلَت أسِرَّتها للأدران
وغابت عن الزمن والطبيعة.
هل يتوجَّب علينا في مخاطرتنا ونحن
ندفىء الغصن العليل لموتنا أن
نطلي قرميد أيّامنا
بين النسائم المتلاشية؟
أشياء فظيعة استنفدنا
فيها ذخائرنا وخسارتنا للميزان المترنّح للعمر.
أُميط عنها اللثام منذ
البداية. كلّ ما نوليه الاهتمام يتصدَّع
على الربوة الجافَّة للنهار. حمّى
نجوم توزّع نفسها بين الخيّر والشر،
يعزى اليها تدمير الطمأنينة
بخريف الخليقة. حياة موحشة في
إغاظتها لنا نحياها في المطالبة
برفع الدود والنفايات عن الحشائش التي تتشابه
مع العمى اليومي للنحلة .
في الشروق وفي الغروب نغمر آثار يأسنا
بالدموع التي يستلبها منّا
الصقيع السهران في أبنية الشمس.
صلاتنا المرفوضة تتقهّقر ويُندِّي
الفناء ما نطرّزه بالحجارة المتوثبة للزمن.
بروق دائمة تؤذن بقرب
الأجل ولا اعتدال ليوم نتوكأ فيه
على الحزمة الضئيلة لأحلامنا
الزائفة.