رماح كثيرة ألقوها في آبارنا
الناصري
رماح كثيرة ألقوها في آبارنا...
قبيلة تجاورنا استبْدَلَت طوْطمها بمُتَنسِّك شاحب لا يفارقه موته
وَيُسيِّج يومه بالصَمغ الذي يسرقه من التوابيت. الاستعانة
بالمستضعفين في القحط تتيح للكفرة إمكانية التخلّص من بؤس
مصيرهم الفردي. مشاركتهم ماشيتهم إزالة الفزع عنها في أكلها
البقل، استعباد للنفس توارثوه عن أسلافهم وايذائهم للقرابين التي
لا تتقبّلها آلهتهم. يجعلهم عُرْضة لسعار مريب في ضيقهم بإطراء
من يتقرّب اليهم وهم يغدقون على الأيّام شكواهم من هوانهم
وتيّبس أصائلهم. أكثر الموت تلبية ما نشترك فيه معهم وما نتضرَّر
منه ونحن نواسي الآخرين. رماح كثيرة ألقوها في آبارنا وظنّوا
انهم سيغرون فتياتنا بوسامتهم،
لكن إشفاقهم على شحوب طوطمهم
الناحل الجديد. أنساهم إضفاء قيمة ا
نسانية على أفعالهم في الحُبّ.