شَعرة ٌ هي الحياة ُ يا صديقتي ..
إبراهيم البهرزي
I
كأنّي مشط خشب قديم
ساعة َ استللت ُ شعرة ً سوداء
من على كتفها .
في الباص النازل الى بغداد
كنت جالسا ً خلفها ,
في تلك الايّام
لم يكن شَعر البنات الجميل
موؤدا ً خشية َ العار.
احتفظت بالشعرة السوداء
في دفتر أشعار صغير .
II
بعد ثلاثة عقود ٍ
حين التقينا صدفة ً
قرب صيدلية الامراض المزمنة
كانت خصلة ً بيضاء وحيدة
شديدة البياض
تطل بخجل ٍ
من خلف حجاب شعرها .
زوجها مات في حرب ٍ
وهج َّ ابناؤها للمنافي
فلم يبق لها
غير البياض المطلق ,
كما حدّثتني ...
III
شَعرة سوداء
في دفتر أشعاري
هو الشيء الفتي ُّ الوحيد
الذي ظل َّ منها
ومنّي ...