وجهكِ يشق السّماء
ضياء الخماسي
وجهكِ يشق السّماء ليتجلى قمراً منيراً
ملامحه مدينة مقدسة سافرت فيها كثيراً
كل الأنوار التي يسير فيها العشاق
هي من نورك حين نظرتي صوّبَ الأرض
حينها كنت طفلاً أشير الى السماء بيدي اليكِ
وأحملكِ في القلب ترنيمة من نورٍ لا تنتهي
تلك النظرات أورثتني حبكِ في هذا العالم
وأول حرف خطته يدي أحبك
بكيت لأني عندما أرتديت وجودي
كان الكون يشقكِ مني
ويعطيك حياة بين أسراب النجوم
كَبرت وَحملت حقائبي هائماً بين الطرقات
وأتخذتكِ طريق نجاتي
ذلك الطريق الذي كلما أستوحشته
طردت وحشتي ووحدتي باسمكِ
اسمك المرصع بالياقوت والمرجان
غنيتُ اليكِ بين الكواكب التي قطعتها في سفري
وأنت تبتسمين فتتكاثر النجوم يوماً بعد يوم
وفي كل مرة أتقرب من ملامحكِ
يفارقني الجمع والكون
لأن نورك أعظم من أنّ تُدركه العيون
حتى ظلي يفارقني
فلا يبقى الا أنتِ وأنا
