أسمعُ جداراً يقرأُ قصيدة
صلاح فائق
أسمعُ جداراً يقرأُ قصيدة
*
أصلُ الى البيت , تخبرني خادمتي عن فراشةٍ ,
كانتْ تسكنُ معنا , لملمتْ اشياءها ,
استقلّت سيارة أجرة وسافرتْ الى بلد آخر
تاركةً رسالةً لي مفادها عودتها في يومٍ ما .
فجأةً ينهمرُ مطرٌ رهيب , تنقطعُ الكهرباء
ومعها الانترنيت , تهربُ خادمتي من الشباك
أجلسُ عند مكتبتي كأني حصانٌ هرمً ,
وضائعٌ في صحراء .
*
انا أسخرُ , أنا إذن موجود
أشجعُ آخرينَ على الانتحار , بطريقةٍ غير مؤذية
ولا أمنعُ أحداً من دخول قصائدي
ليبحثَ فيها عن كلبهِ الضائعِ او إمرأتهِ المختفية
*
وقت الفجرِ أهرولُ حولَ مستشفى
اسمعُ أحد الجدرانِ يقرأ قصيدة
جدرانٌ اخرى تستمعُ اليهِ . أقفُ وأصغي :
انها قصيدتي , بصورٍ ومقاطعَ جديدة لم أكتبها
منها ممرضُ يشتمُ زرافةً في حديقة
وأنا في نهايةِ مقطعٍ أسألُ جدولاً عن سببِ وقوفه
تحت قنطرةٍ , فلا يجيبُ